تبعا للجزء الاول الذي نشرناه يوم الخميس 31 غشت 2023 في
موضوع "مكانة المرأة وقيمتها في الاسلام" نلتقي جميعا اليوم مع الجزء الثاني والذي خصصناه للمساوات :
2- أوجه المساواة بين الرجل والمرأة
لا يستطيع
منصفُ أن ينكر أن الإسلام هو الدين الذي منح المرأة شتّى أنواع التكريم وردّ إليها
ما كان مضيّعًا مسلوبًا من حقوقها، ولذا فإننا نقول : إن النظام الاجتماعي في
الإسلام بما يشتمل عليه من أحكام المرأة وخصائصها وعلاقتها بالرجل لهو إحدى معجزات
الإسلام في جانبه التشريعي، والذي يدلّ على أن الإسلام هو دين الله بلا ريبٍ ولا
مراء، وقد ساوى الإسلام بين الرجل والمرأة في كل شيءٍ من متعلقاتهما - عدا بعض
الجوانب المعدودة وهي التي تحتوى على بعض التمايز والاختلاف - وهذه جوانب من المساواة
بين الرجل والمرأة في الإسلام :
1-2) مساواتهما في القيمة الإنسانية :
تتمثل هذه
المساواة في النظرة إلى الرجل والمرأة باعتبارهما متساويين في الطبيعة البشرية،
وأنه ليس لأحدهما فضلُ في هذه الناحية عن الآخر، وأن أوجه المفاضلة والتمايز بين
الجنسين تكون بعيدةً كلّ البعد عن الناحية البشرية الفطرية، والإسلام حريصُ على
تقرير هذه المساواة بين جميع الناس وجعلها في أكمل صورها، وهذه المساواة يجعلها
الإسلام من القواعد والمقررات التي يجب أن ينطوي عليها قلب كل مسلم قال
تعالى : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى
وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ
اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) الحجرات الآية 13 .فجميع بني
البشر منحدرون من أبٍ واحدٍ ومن أمٍّ واحدةٍ فلا فضل لأحدهم على الآخر من هذه
الناحية - العنصر والطبيعة - والله عز وجل لما كرّم الإنسان كرّمه بجنسه كله
ذكوراً وإناثاً، ولذا عبّر بقوله تعالى : (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ)
فكلمة بني آدم تشمل الرجال والنساء ، فالمرأة مشاركةُُ للرجل ومساويةُُ له في هذه
المكانة المكرمة من الله تعالى، ويقول الرسول صلى الله عليه
وسلم مخاطباً الناس رجالاً ونساء مقرّراً هذه الحقيقة في أقوى العبارات في
أواخر ما نطق به فمه الشريف في خطبة حجة الوداع : "أيّها النّاس إن ربكم
واحد وإن أباكم واحد كلكم لآدم وآدم من تراب وليس لعربي على عجمي ولا عجمي على عربي
ولا لأحمر على أبيض ولا أبيض على أحمر فضلُُ إلا بالتقوى ألا هل بلغت؟ اللهم فاشهد،
ألا فلْيبلغ الشاهد منكم الغائب. وتتكرر عبارات القرآن وتتنوع لتقرير هذه القضية
بأسلوب القرآن الفريد قال الله تعالى : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ
رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا
وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء) النساء الآية 1، وقال أيضا : (هُوَ
الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا"
الأعراف الآية 189، فلا تفاضل في هذا الجانب، وإنما فيما يكتسبه الإنسان من الخلال
التي ترتقي بإنسانيته إلى المستوى الفاضل والقيم العليا، فالرجل بهذه الحقائق أخُُ
للمرأة والمرأة أخت للرجل، وفى هذا يقول الرسول صلى الله عليه وسلم :
"إنما النساء شقائق الرجال" أحمد وأبو داود والترمذي. وهذا ردُُّ على من
ينكرون إنسانية المرأة، وعلى الذين يرتابون فيها، وعلى الذين يعترفون بإنسانيتها
ولكنهم يعتبرونها إنسانًا خلق لخدمة الرجل. فكان من فضل الإسلام أنه كرم المرأة
وأكد إنسانيتها وأهليتها للتكليف والمسئولية وجعلها مع الرجل فرعين من شجرةٍ
واحدةٍ وأخوين ولدهما أب واحد وأم واحدة.
2-2) مساواتهما في المسئولية والجزاء :
قرر الإسلام
المساواة في هذه الناحية بين جميع الناس بلا تفرقة بين عبد وأمير ولا بين شريفٍ
ووضيع ولا بين غنىٍّ وفقير ولا بين رجل وامرأة ،ففي تحمّل مسئولية التكليف الإلهي
لبني البشر ساوى الله عزّ وجلّ بين الرجل والمرأة يقول تعالى : (ليْسَ
بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ
بِهِ وَلاَ يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللّهِ وَلِيًّا وَلاَ نَصِيرًا وَمَن يَعْمَلْ
مِنَ الصَّالِحَاتَ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَـئِكَ
يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ نَقِيرًا) النساء الآيتين 123 و 124.
وفى ذلك يقول صاحب الظلال : "إن الجنسين الذكر والأنثى متساويان في
قاعدة العمل والجـزاء، وفى صلتهما بالله تعالى وفى جزائهما عند الله ومع أن لفظ
"مَن" في قوله : (وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتَ) يشمل الذكر
والأنثى إلا أن النص القرآني يفصل (مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى) لزيادة تقرير هذه
القضية، وهذه المساواة تشمل المساواة في الآخرة بتحمل مسئولية التكاليف بدخول
الجنة أو النار كما في الآية السابقة فإنها تشمل كذلك تحمل مسئولية التصرفات في
الدنيا وتحمل العقوبة والجزاء وإقامة الحدود المختلفة قال تعالى : (لِلرِّجَالِ
نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُواْ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ) النساء
الآية 32.
ففي عقوبة
الزنا يقول تعالى : (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ
مِّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ ولا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ
إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا
طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ" النور الآية 2، فقد رأينا كيف ساوى ربنا بين
الرجل والمرأة في تحمّل عقوبة الزنا ثم إنه سبحانه كرّر ضمير المثنى عدة مرات في
طوايا الآية للتأكيد على ذلك. وفى حدّ السرقة يقول تعالى : (وَالسَّارِقُ
وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ
اللّهِ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) المائدة الآية 38. فهكذا تقرّر الشريعة
الإسلامية المساواة بين الرجل والمرأة في سائر أنواع العقوبات والحدود كحدّ الرجم
عند الإحصان في الزنا، وحد القذف، وحد شرب الخمر، وفى جميع مظاهر المسئولية عند
الخروج على الشريعة الإسلامية.
وفى داخل نطاق
الأسرة لا يلقي الإسلام المسئولية على الرجل وحده بل هي مسئولية مشتركة تحمل
المرأة جزءًا كبيراً منها وفى هذا يقول الرسول صلى الله عليه وسلم :
"كلّكم راعٍ وكلكم مسئولُُ عن رعيّته الرجل راعٍ في بيته ومسئولُُ عن رعيته
والمرأة راعيةُُ في بيت زوجها ومسئولةُُ عن رعيتها والخادم راعٍ في مال سيده
ومسئولُُ عن رعيته وكلكم راعٍ ومسئولُُ عن رعيته "رواه البخاريّ ومسلم.
3-2) مساواتهما في العبادة والتكليف :
خلق الله
سبحانه وتعالى الإنسان ليكون خليفةً في الأرض يعبده لا يشرك به شيئا قال
تعالى : (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإنسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ مَا أُرِيدُ
مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ إِنَّ اللَّهَ هُوَ
الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ) الذاريات الآيات 56 و57 و58. وكان قدر
الله تعالى أن تكون هذه الخلافة تكليفًا يشترك فيه الذّكروالأنثى، وجعله الله
سبحانه مناط التكريم لهذا الإنسان، ومن بداية هذا التكليف بتحريم الأكل من الشجرة
نرى القرآن يلقيه على عاتق آدم وزوجه : (يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ
الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَـذِهِ
الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ) البقرة الآية 35. ولمّا وقع آدم
وزوجته في الخطيئة معاً كانا شريكين فيها قال تعالى : (فَأَزَلَّهُمَا
الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ) البقرة الآية 36، ثم
كانت التوبة والندم والرجوع إلى الله منهما سوياً قال تعالي : (قَـالاَ
رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَـنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا
لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) الأعراف الآية 23، ثم كان ابتلاؤهما بنزولهما
على الأرض وتعميرها بذلك المنهج الإلهي الذي أعطيه آدم عليه السلام له ولذريته
ذكورًا وإناثًا من بعده.
وقد ساوى الله
سبحانه بين الرجال والنساء في ناحية التكليف الإلهي فكلاهما يطلب منه الإيمان
والعمل الصالح، ويوعد عليه بالسعادة الدنيوية والكرامة الأخروية قال تعالى :
(مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ
حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ
يَعْمَلُونَ) النحل الآية 97، فأعمالها المقترنة بالإيمان لا تضيع عند الله الذي
يجازي الناس على مثاقيل الذر من الحسنات والسيئات قال تعالي :(فَاسْتَجَابَ
لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّى لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ
أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ) آل عمران الآية 195. وقد طبّق الرسول صلى
الله عليه وسلم هذا المبدأ مع صحابته، فكانت المرأة تشارك في الأعمال الدينية مع
الرجال فتصلي الجماعات في المسجد وتحضر دروس العلم وتجاهد وتداوي الجرحى وتتصدق
وتصوم وتحج وتقرأ القرآن، وبذلك أرسى الإسلام قاعدة المساواة بين الرجل والمرأة في
التكليف والعبادة.
4-2) مساواتهما في حق التعليم والتثقيف:
أعطى الإسلام
كل فردٍ مسلمٍ الحق في أن ينال من العلم والثقافة ما يصحح عقيدته ويقوم عبادته
وينور بصيرته وفق إمكانياته المتاحة له، بل ربما كان ذلك فرضًا عليه في بعض الأمور
وفى بعض الظروف، والأدلة على فضل طلب العلم من الكتاب والسنة كثيرةُُ موفورةُُ
نذكر منها قــوله تعالى : (قُلْ هَلْ يستوي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ
وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الألبَابِ) الزمر الآية
9. وقال تعالى : (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء) فاطر
الآية 28. وعندما ذكـر لرسـول الله صلى الله عليه وسلم رجلان أحدهما
عالم والآخر عابد قــال صلى الله عليه وسلم : "فضل العالم على
العابد كفضلي على أدناكم" ثم قال صلى الله عليه وسلم : "إن
الله وملائكته وأهل السماوات والأرض حتى النّملة في جحرها وحتى الحوت ليصلون على
معلمي الناس الخير" رواه الترمذي وصححه البخاري، وقال عليه الصلاة
والسلام : "طلب العلم فريضةُُ على كل مسلم" رواه ابن ماجه وصححه
الألباني، ولفظ المسلم هنا عامُُّ يشمل الرجل والمرأة ، فإنه كما يحتاج الرجل
العلم ليسلك به طريقه في الحياة على هدىً وبصيرة، فالمرأة كذلك في حاجة إليه لنفس
هذا الغرض.
قال ابن عبد
البر في كتابه 'جامع بيان العلم وفضله' : ’أجمع العلماء : أن العلم منه
ما هو فرض متعين على كل امرئ في خاصته بنفسه، ومنه ما هو فرض على الكفاية، ثم
اختلف العلماء فيما هو فرض على كل مسلم رجل وامرأة، فقيل هو علم الفقه إذ به يعرف
الحلال من الحرام، وقيل هو علم الكتاب والسنة إذ به يتوصل إلى العلوم كلها، وقيل
هو الإخلاص وآفات النفوس’،
والحاصل أن على
كل مسلم أن يتعلّم ما يصحح به عقيدته وعبادته ويصلح سلوكه في الحياة ثم بعد ذلك
يكون التعلّم على الكفاية إذا قام به البعض سقط عن الباقين ،وكانت نساء الصحابة
يسألن رسول الله صلى الله عليه و سلم عن أدق شئونهنّ وما كنّ يتحرجن من ذلك
وقالت له إحداهنّ ذات مرة : يا رسول الله غلبنا عليك الرجال فاجعل لنا يومًا
من نفسك، فأعطاهنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا يعظهنّ فيه وقد
رأينا في التاريخ الإسلامي على طوله وعرضه العالمات والمحدّثات والفقيهات اللاتي
ملأن الدنيا علماً وفقهاً وهكذا كانت الممارسات العملية للمرأة في العصور
الإسلامية ناطقةً بحقّها في التعليم والتثقيف .
5-2) مساواتهما في العمل :
من الأمور التي
كثر فيها النقاش والجدال حق المرأة في العمل ومساواتها للرجل في ذلك، فمن الناس من
يفتح لها ميدان العمل على مصراعيه دون قيْدٍ أو شرط، ومنهم من يغلقه في وجهها
ويحرّم عليها النزول إلى ميدان العمل على الإطلاق. والإسلام وسطُُ بين الفهمين،
فهو يعطيها الحق في أن تتولّى الوظائف والأعمال المشروعة التي تحسن أداءها ولا
تتنافر مع طبيعتها الأنثوية، ولم يقيّد هذا الحق إلا بما يحفظ للمرأة كرامتها
ويصونها عن التبذل وينأى بها عن كل ما يتنافى مع الخلق الكريم، فلا يليق بالمرأة
أن تعمل في المجالات التي لا تلائم طبيعتها وأن تدخل في أي لون من ضروب الصناعة
والحرف المضنية وقيادة السيارات العامة أو أعمال الهندسة الميدانية أو غيرها من
الأعمال الشاقّة، فالمجالات التي تحسنها المرأة وتتناسب مع تكوينها كثيرةُُ
ومتنوعةُُ كميدان التعليم والتطبيب والتمريض والرعاية الاجتماعية والكتابة والنشر
وبعض الوظائف غير المرهقة وتستطيع مع ذلك أن تتاجر وتغشى الأسواق ما دام ذلك في
حدود الحشمة والوقار.
وعلى هذا
نستطيع أن نقول : إن الضوابط التي وضعها الإسلام بالنسبة لعمل المرأة تتمثل
في :
- أن تلتزم
المرأة عند خروجها للعمل بالحجاب الذي فرضه الإسلام عليها.
- ألا يؤدي عمل
المرأة إلى أي ضرر اجتماعي أو أخلاقي.
- ألا يعوقها
العمل عن أداء واجبها الأول وهو بيتها وتربية أولادها.
- ألا تكلّف من
الأعمال ما لا طاقة لها به بأن تعمل في مهنةٍ لا تليق إلا بالرجال.
- أن يكون
العمل ممّا يوافق طبيعتها ولا يخرجها عن وقارها وحشمتها.
- أن تكون
المرأة في حاجة إلى العمل أو أن يكون المجتمع في حاجةٍ إلى عملها في ميادين لا
يستغنى عنها فيها.
والنساء في عهد
الرسول صلى الله عليه وسلم كنن يقمن بكثيرٍ من الأعمال داخل البيت وخارجه،
فهذه أسماء بنت أبى بكر تقول : كنت أكفي الزبير خدمة البيت كلّه وأسوسُ فرسه
وأعلفه وكنت أخرز الدّلو وأسقي الماء وأحمل النوى وأدقه. والتاريخ الإسلاميّ مملوء
بنماذج لمجاهداتٍ في ميدان الحروب وطبيباتٍ وممرضات للإسعاف والعلاج في المعارك
أمثال رفيدة الأنصارية، وأميمة بنت قيس، ونسيبة بنت كعب وأم سليم وغيرهنّ، وهذا هو
حق المرأة في العمل في ظل الإسلام.
رابط الجزء السابق : الجزء الاول