random
مقالات عشوائية :

حكم الاحتفال برأس السنة الميلادية

الصفحة الرئيسية
حكم الاحتفال برأس السنة الميلادية



       لم يبق من هذه السنة الميلادية 2023 الا يومين، لتحل بعدها سنة جديدة، ويتساءل الكثير عن حكم الاحتفال برأس السنة الميلادية وتهنئة أهل الكتاب بها.

 

إن من يزور بلاد المسلمين في هذه الأيام، وما أن تطأ قدماهُ أرضَهُا، ويتجولُ في شوارع مدنها، ويُراقب سلوك الأفراد في مجتمعاتها، يجد أن الصورة التي كانت منطبعة في ذهنهِ، قدِ انقلبت رأساً على عقب. فما يراه من مظاهر الفرح والابتهاج، وما يلمسه في مختلِفِ فئات المجتمع من تأهبٍ واستعدادٍ لاستقبال عيد الميلاد المسيحي، والاحتفال برأس السنة الجديدة بل ومشاركة وسائل الإعلام المسموعة والمرئية والمكتوبة في مظاهـر الحفاوة هذه، حتى يكاد يكذبُ ما كان يسمعه عن بلاد المسلمين وتشبثِ شعوبهاِ بدينهمِ الحنيف. إن هذا التقليدَ الكلِّي لما هو غربي، ناتجٌ عن نقصان الإيمان بالله أو انعدامه، مع ضياع العقيدةِ الصحيحةِ أو انعدامها، وانسلاخٌ من مستلزمات التميز الإسلامي. 

ليس عجيبا ان سربت إلى المسلمين كثيرٌ من أنماط السلوك لدى المجتمعات الغربية، ولكن الأعجب تسرّب ما هو من شعائرهم الدينية، ومعتقداتهم النصرانية، ويتشربها المسلمون عن جهل أحياناً، وعن تساهل أحياناً أخرى.

ومن ذلك احتفالاتهم بأعيادهم، ومنها عيد الميلاد الذي ساهمت القنوات الفضائية -والتي يحتل النصارى فيها مواقع مؤثرة- في جعل هذه الأعياد مناسبات لهو وإلهاء، بحيث اندفع إلى الاحتفاء بها قطاع واسع من فتيان المسلمين وفتياتهم، مدفوعين بحب اللهو وتكثير مناسبات السرور غافلين عن البعد الديني لهذا العيد، والموقف الشرعي من هذه المشاركات.

ان حقيقة هذا العيد وحكم المشاركة فيه؛ لتزيل الغشاوة عن أعين المندفعين وراء لهو هذه الأعياد ومتعها، وتكشف المنطلق العقدي لهذه المناسبات، والذي يغيب عن أذهان أكثر المسلمين المشاركين فيها، فعيد ميلاد المسـيح عليه السلام ويسمى (عيد الكريسمس) وهو اليوم الخامس والعشرون من ديسمبر عند عـامة النصارى، ومناسبة هذا العيد عند النصارى تجديد ذكرى مولد المسيح عليه السلام كل عام، ولهم فيه شعائر وعبادات، حيث يذهبون إلى الكنيسة ويقيمون الصلوات الخاصة، ويصل الاحتفال ذروته بإحياء قداس منتصف الليل، حيث تزيَّن الكنائس، ويغني الناس أغاني عيد الميلاد، وقد تأثر هذا العيد بالشعائر الوثنية، حيث كان الرومان يحتفلون بإله الضوء وإله الحصاد، ولما أصبحت الديانة الرسمية للرومان النصرانية صار الميلاد من أهم احتفالاتهم في أوربا.

حكم الاحتفال برأس السنة الميلادية  :

فلا يجوز لأحد من المسلمين مشاركة أهل الكتاب في الاحتفال بعيد الكريسمس -أول السنة الميلادية- ولا تهنئتهم بهذه المناسبة لأن العيد من جنس أعمالهم التي هي دينهم الخاص بهم، أو شعار دينهم الباطل، وقد نهينا عن موافقتهم في أعيادهم، وقد دل على ذلك الكتاب والسنة والإجماع والاعتبار.  


1) الكتاب :

فقول الله تعالى : (وَالَّذِين لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً) الفرقان  الاية 72 قال مجاهد في تفسيرها : "إنها أعياد المشركين"، وكذلك قال مثله الربيع بن أنس، والقاضي أبو يعلى والضحاك. وقال ابن سيرين : "الزور هو الشعانين، والشعانين : عيد للنصارى يقيمونه يوم الأحد السابق لعيد الفصح ويحتفلون فيه بحمل السعف، ويزعمون أن ذلك ذكرى لدخول المسيح بيت المقدس". ووجه الدلالة هو أ نه إذا كان الله قد مدح ترك شهودها الذي هو مجرد الحضور برؤية أو سماع، فكيف بالموافقة بما يزيد على ذلك من العمل الذي هو عمل الزور، لا مجرد شهوده.

2) السنة : 

فمنها حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال : 'قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال : ما هذان اليومان؟ قالوا : كنا نلعب فيهما في الجاهلية، فقال رسول الله  صلى الله عليه وسلم : إن الله قد أبدلكم بهما خيراً منهما : يوم الأضحى ويوم الفطر'، رواه أبو داود، وأحمد، والنسائي على شرط مسلم. ووجه الدلالة أن العيدين الجاهليين لم يقرهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تركهم يلعبون فيهما على العادة، بل قال : "إن الله قد أبدلكم بهما خيراً منهما……" والإبدال من الشيء يقتضي ترك المبدل منه، إذ لا يجمع بين البدل والمبدل.


3) الإجماع :  

فمما هو معلوم من السّير أن اليهود والنصارى ما زالوا في أمصار المسلمين يفعلون أعيادهم التي لهم، ومع ذلك لم يكن في عهد السلف من المسلمين من يشركهم في شيء من ذلك، وكذلك ما فعله عمر في شروطه مع أهل الذمة التي اتفق عليها الصحابة وسائر الفقهاء بعدهم : 'أن أهل الذمة من أهل الكتاب لا يظهرون أعيادهم في دار الإسلام' وإنما كان هذا اتفاقهم على منعهم من إظهارهم، فكيف يسوغ للمسلمين فعلها! أو ليس فعل المسلم لها أشد من إظهار الكافر لها؟

وقد قال عمر رضي الله عنه : 'إياكم ورطانة الأعاجم، وأن تدخلوا على المشركين يوم عيدهم في كنائسهم فإن السخطة تتنزل عليهم'، رواه أبو الشيخ الأصبهاني والبيهقي بإسناد صحيح، وروى البيهقي أيضاً عن عمر رضي الله عنه أيضاً قوله : 'اجتنبوا أعداء الله في عيدهم'.  قال الإمام ابن تيمية : 'وهذا عمر نهى عن تعلم لسانهم، وعن مجرد دخول الكنيسة عليهم يوم عيدهم، فكيف بفعل بعض أفعالهم؟! أو فعل ما هو من مقتضيات دينهم؟ أليست موافقتهم في العمل أعظم من الموافقة في اللغة؟! أو ليس عمل بعض أعمال عيدهم أعظم من مجرد الدخول عليهم في عيدهم؟! وإذا كان السخط ينزل عليهم يوم عيدهم بسبب عملهم، فمن يشركهم في العمل أو بعضه أليس قد تعرض لعقوبة ذلك؟ ثم قوله : 'واجتنبوا أعداء الله في عيدهم ' أليس نهياً عن لقائهم والاجتماع بهم فيه؟ فكيف عن عمل عيدهم؟……… " اقتضاء الصراط المستقيم .

 

4) الاعتبار : 

-  يقال : الأعياد من جملة الشرع والمناهج والمناسك التي قال الله فيها : (لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً) المائدة الآية 48.

قال ابن تيمية : 'فلا فرق بين مشاركتهم في العيد وبين مشاركتهم في سائر المناهج، فإن الموافقة في جميع العيد موافقة في الكفر، والموافقة في بعض فروعه موافقة في بعض شعب الكفر، بل إن الأعياد من أخص ما تتميز به الشرائع، ومن أظهر ما لها من الشعائر، فالموافقة فيها موافقة في أخص شرائع الكفر وأظهر شعائره، ولا ريب أن الموافقة في هذا قد تنتهي إلى الكفر في الجملة بشروطه' اقتضاء الصراط المستقيم .وقال أيضاً : 'ثم إن عيدهم من الدّين الملعون هو وأهله، فموافقتهم فيه موافقة فيما يتميزون به من أسباب سخط الله وعقابه…. ‘.
- ومن أوجه الاعتبار أيضاً : أنه إذا سوغ فعل القليل من ذلك أدى إلى فعل الكثير، ثم إذا اشتهر الشيء دخل فيه عوام الناس وتناسوا أصله حتى يصير عادة للناس بل عيداً لهم، حتى يضاهى بعيد الله، بل قد يزيد عليه حتى يكاد أن يقضي إلى موت الإسلام وحياة الكفر….

 

لا يجوز للمسلم مشاركة أهل الكتاب في أعيادهم، لما تقدم من أدلة الكتاب والسنة والإجماع والاعتبار، كما لا يجوز تهنئتهم بأعيادهم لأنها من خصائص دينهم أو مناهجهم الباطلة، قال الإمام ابن القيم : 'وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق، مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم، فيقول : عيد مبارك عليك، أو تهنأ بهذا العيد ونحوه، فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات، وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب، بل ذلك أعظم إثماً عند الله، وأشد مقتاً من التهنئة بشرب الخمر، وقتل النفس، وارتكاب الفرج الحرام ونحوه، وكثير ممن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك، ولا يدري قبح ما فعل، فمن هنأ عبداً بمعصية أو بدعة أو كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه….. الخ ( وللمزيد انظر أحكام أهل الذمة  فصل في تهنئة أهل الذمة… لابن القيم ).

 

اقوال بعض  الشيوخ المعاصرين :

1- العلامة الدكتور يوسف القرضاوي  

انتقد العلامة الشيخ يوسف القرضاوي رحمه الله رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين سابقا، الاستعدادات التي تجري على قدم وساق في العواصم العربية والإسلامية للاحتفال بأعياد رأس السنة الميلادية (الكريسماس) وهذا على غرار السنوات الماضية، معتبرا أن هذا الاحتفال 'حرام، ويعني تنازل الأمة الإسلامية عن هويتها'. وقد هاجم الدكتور القرضاوي في احدى خطبه المحالات التجارية التي تعرض ما يسمى شجرة الميلاد بارتفاع عدة أمتار. وتساءل الشيخ القرضاوي : 'لماذا تُظهر الاحتفال بدين غير دينك في الوقت الذي يجأرون فيه علينا ويمنعوننا من إقامة شعائرنا ويحرمون علينا بناء المآذن كما يوشكون أن يحرموا بناء المساجد'. وتساءل مستنكرا : 'هل يستطيع المسلمون في أوروبا وأمريكا أن يحتفلوا برمضان والأعياد كما يفعل بعض الناس في داخل مدننا العربية والإسلامية؟ كأننا في بلد أوربي مسيحي.. مر عيد الأضحى المبارك قريبا ولم نر مظاهر لهذا العيد في محال المسلمين، كانت مظاهر بسيطة.. لكن انظروا الآن أمامنا بعد أيام يأتي عيد الميلاد والأشجار تغطي المحال'. يذكر أن في بعض الدول الإسلامية ليست بمنآى عن هذه الاحتفالات حيث تعمد بعض المتاجر إلى عرض شجرة الميلاد وحلويات لابيش للبيع وسط إقبال ملحوظ عليها خاصة في السنوات الأخيرة، بالإضافة إلى إحياء الليلة من قبل بعض الشباب بشرب الخمور والسهر حتى الصباح على أنغام الموسيقى الصاخبة، ما يطرح أكثر من علامة استفهام حول الحالة الثقافية التي وصلنا إليها بعد أن أصبحت هذه الأعياد الغريبة لدى هذه الدول أمرا عاديا؟

 

2- سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز 

السؤالبعض المسلمين يشاركون النصارى في أعيادهم فما توجيهكم؟


الجـواب لا يجوز للمسلم ولا المسلمة مشاركة النصارى أو اليهود أو غيرهم من الكفرة في أعيادهم بل يجب ترك ذلك لأن من تشبه بقوم فهو منهم والرسول عليه الصلاة والسلام حذرنا من مشابهتهم والتخلق بأخلاقهم فعلى المؤمن وعلى المؤمنة الحذر من ذلك ولا تجوز لهما المساعدة في ذلك بأي شيء لأنها أعياد مخالفة للشرع فلا يجوز الاشتراك فيها ولا التعاون مع أهلها ولا مساعدتهم بأي شيء  لا بالشاي ولا بالقهوة ولا بغير ذلك كالأواني وغيرها ولأن الله سبحانه يقول : (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب) فالمشاركة مع الكفرة في أعيادهم نوع من التعاون على الإثم والعدوان.


3- العلامة محمد بن صالح العثيمين 

السؤال : ما حكم تهنئة الكفّار بعيد الكريسمس؟ وكيف نرد عليهم إذا هنؤونا به؟ وهل يجوز الذهاب إلى أماكن الحفلات التي يقيمونها بهذه المناسبة؟ وهل يأثم الإنسان إذا فعل شيئاً مما ذُكر بغير قصد؟ وإنما فعله إما مجاملة، أو حياءً، أو إحراجاً، أو غير ذلك من الأسباب؟ وهل يجوز التشبه بهم في ذلك؟ 


الجواب : تهنئة الكفار بعيد الكريسمس أو غيره من أعيادهم الدينية حرام بالاتفاق. كما نقل ذلك ابن القيم رحمه الله  في كتابه 'أحكام أهل الذمة' حيث قال : 'وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق، مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم، فيقول : عيد مبارك عليك، أو تهنأ بهذا العيد ونحوه، فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات. وهو بمنـزلة أن تهنئه بسجوده للصليب، بل ذلك أعظم إثماً عند الله، وأشد مقتاً من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس، وارتكاب الفرج الحرام ونحوه. وكثير ممن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك، ولا يدري قبح ما فعل، فمن هنأ عبداً بمعصية، أو بدعة، أو كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه' انتهى كلامه رحمه الله.
وإنما كانت تهنئة الكفار بأعيادهم الدينية حراماً وبهذه المثابة التي ذكرها  ابن القيم  لأن فيها إقراراً لما هم عليه من شعائر الكفر، ورضى به لهم، وإن كان هو لا يرضى بهذا الكفر لنفسه، لكن يحرم على المسلم أن يرضى بشعائر الكفر أو يهنئ بها غيره؛ لأن الله  تعالى لا يرضى بذلك كما قال الله تعالى : (إن تكفروا فإن الله غني عنكم ولا يرضى لعباده الكفر وإن تشكروا يرضه لكم) الزمر الآية 27  وقال تعالى : (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً) المائدة الآية 3، وتهنئتهم بذلك حرام سواء كانوا مشاركين للشخص في العمل أم لا .
وإذا هنئونا بأعيادهم فإننا لا نجيبهم على ذلك؛ لأنها ليست بأعياد لنا، ولأنها أعياد لا يرضاها الله تعالى لأنها إما مبتدعة في دينهم، وإما مشروعة، لكن نسخت بدين الإسلام الذي بعث الله به محمداً صلى الله عليه وسلم إلى جميع الخلق، وقال فيه تعالى : (ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين) آل عمران الآية 85. 
وإجابة المسلم دعوتهم بهذه المناسبة حرام؛ لأن هذا أعظم من تهنئتهم بها لما في ذلك من مشاركتهم فيها .
وكذلك يحرم على المسلمين التشبه بالكفار بإقامة الحفلات بهذه المناسبة ، أو تبادل الهدايا أو توزيع الحلوى، أو أطباق الطعام، أو تعطيل الأعمال ونحو ذلك، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : "من تشبه بقوم فهو منهم" قال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم  : 'مشابهتهم في بعض أعيادهم توجب سرور قلوبهم بما هم عليه من الباطل، وربما أطمعهم ذلك في انتهاز الفرص واستذلال الضعفاء" انتهى كلامه  رحمه الله .
ومن فعل شيئاً من ذلك فهو آثم، سواء فعله مجاملة، أو تودداً، أو حياءً، أو لغير ذلك من الأسباب؛ لأنه من المداهنة في دين الله، ومن أسباب تقوية نفوس الكفار وفخرهم بدينهم. 
والله المسؤول أن يعزّ المسلمين بدينهم، ويرزقهم الثبات عليه، وينصرهم على أعدائهم، إنه قوي عزيز.

 

 4- الشيخ عبد الله بن عبد العزيز بن أحمد التويجري

  جرت عادة النصارى على الاحتفال بعيد ميلاد المسيح، وهذا العيد يكون في اليوم الذي يزعمون أنه ولد فيه المسيح ابن مريم، وهو يوم 24 كانون الأول -ديسمبر- آخر شهر في السنة الميلادية.

وسنتهم في ذلك كثرة الوقود، وتزيين الكنائس، وكذلك البيوت والشوارع والمتاجر، ويستعملون فيه الشموع الملونة، والزينات بأنواعها.

ويحتفلون بهذا العيد شعبياً ورسمياً، ويعتبر إجازة رسمية في جميع الدول التي تدين بالمسيحية، وكذلك في غيرها من البلدان، بل في بعض البلاد الإسلامية يعتبر يوم عيد ميلاد المسيح إجازة رسمية، ويحتفل الناس بهذه المناسبة.
والاحتفال بعيد ميلاد المسيح أمر مُحدث مبتدع في المسيحية، فاتخاذ يوم ميلاد المسيح عيداً بدعة أحدثت بعد الحواريين، فلم يعهد ذلك عن المسيح، ولا عن أحد من الحواريين. وقد ابتلى الله كثيراً من المسلمين في بعض البلدان الإسلامية بالاحتفال بهذه المناسبة .
ولم يتوقف الاحتفال فيه على المسيحيين فقط، بل يشاركهم فيه بعض المسلمين، الذين دعاهم إلى ذلك الخضوع لشهوات النفس، والهوى، والشيطان؛ لما يحصل في هذه الاحتفالات من اختلاط النساء بالرجال، ونزع جلباب الحياء بالكلية، وشُرْب المسكرات، ورقص النساء مع الرجال، وما يحدث في هذه الاحتفالات من الأمور التي في ذكرها خدش لكرامة المتحدث بها - عافانا الله وإياكم مما ابتلاهم به-.
وكذلك حب التقليد الأعمى للنصارى، واعتبار ذلك من باب التطور والتقدم، وأن مشاركة المسيحيين في احتفالاتهم صورة من صور الحضارة، لذلك يبادرون إلى حضور هذه الاحتفالات، ويقدمون التهاني للنصارى بهذه المناسبة، مع أن النصارى لا يهنئونهم بعيدي الفطر والأضحى.
وهذا كله بسبب ضعف الوازع الديني، وأنهم مسلمون بالاسم لا بالدين والعقيدة؛ لأن في فعلهم ذلك مخالفة لنهيه صلى الله عليه وسلم عن التشبه بالكفار خصوصاً، ونهيه عن المعاصي التي تُرْتَكب في هذه الاحتفالات عموماً.


google-playkhamsatmostaqltradent