القى الاستاذ فتح الله بلحسن خطبة بمسجد الشهباء بمدينة سلا يوم 26
جمادى الثاني 1441 الموافق ل 21 فبراير 2020 بعنوان : من
يعمل مثقال ذرة خيرا يره، وهذا نصها :
الحمد لله الذي لا يضيع اجر العاملين الذين يسعون إلى
الخير ويعملون له جزاء الأجر من الله، (فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل
مثقال ذرة شرا يره).
وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له الهم عباده
الصالحين الى حسن العمل ليكون لهم حسن الختام (يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من
اتى الله بقلب سليم).
واشهد ان سيدنا محمدا عبده ورسوله بوأه ربه المقام
المحمود والدرجة الرفيعة ووصفه بالأخلاق الحميدة في قوله تعالى : (وانك لعلى خلق
عظيم) صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الذين اجتهدوا في الاقتداء بالرسول الأعظم ففازوا بالصحبة رضي الله عنهم أجمعين.
أيها
الإخوة المؤمنون، تدبروا قول الله تعالى : (ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا
تظلم نفس شيئا، وان كان مثقال حبة من خردل أثينا بها وكفى بنا حاسدين)، أيها
المؤمنون تدبروا هذه الآيات البينات واعملوا لما يبعدكم عن المزالق التي تزل
الأقدام. فقد كان السلف الصالح من الصحابة
إلى جانب قيامهم بنشر الدعوة والحفاظ عليها لا يأمنون مكر الله.
أيها الإخوة
المومنون إن الإنسان في هذه الحياة مطالب بالبحث في القرآن الكريم عن كل ما يفتح
بصيرته على كل ما ينفعه في دنياه وأخراه حتى يبتعد عما يقوده إلى المزالق التي تزل
بها الأقدام فينقد نفسه وأهله وأحبابه. فينطلق إلى بث الدعوة ونشرها والحفاظ على مكنوناتها وهذا
ما كان عليه سلف الأمة الذين لم يكونوا يأمنون مكر الله ويعملون لما بعد الموت.
فهذا سيد الصحابة على الإطلاق، أبو بكر الصديق يقول : 'والله
لو كانت إحدى رجلاي في الجنة والأخرى خارجها ما آمنت مكر الله'. وإذا كان ابو بكر
يقول هذا وهو من هو درجة في الاسلام فماذا
نقول نحن وقد أظلنا الهوى وانحرفنا عن الجادة، وتركنا الفرائض، وأوغلنا في المعاصي
والمنكرات، وعصينا الله ورسوله، وتعدينا حدود الله وأمعنا في الجهر بكل هذا غير
هيابين ولا وجلين لا نقبل نصيحة الناصحين ولا تنفع فينا موعظة الواعظين مع أن شرع
الله واضح وطريقه ظاهر لا يزيغ عنه إلا هالك.
إلا فلتعملوا لما يرضي ربكم عنكم بالالتزام بكتابه وسنة نبيه وسيَر الصالحين من صحابة رسول
الله صلى الله عليه وسلم، وقدموا لأنفسكم ما تسعدون به في الموقف العظيم وتحضوا بشفاعة
سيد المرسلين لنكونوا من اسعد الناس.
اتقوا الله عباد الله واعلموا أن أسعد الناس
بشفاعة سيدنا ومولانا محمد عليه الصلاة والسلام هم أتباعه بحق لا المستهزئون أو
المغرورون الطامعون في رحمة الله بغير حق، مع أننا نعلم أن الغفور الرحيم اشترط
التقوى للدخول في رحمته وغفرانه فقال جل من قائل : (ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها
للذين يتقون).
اللهم
ارزقنا التوفيق لكل عمل يقربنا منك ويدخلنا في رحمتك لننال رضاك يارب العالمين
ونكتب من الذين وفقتهم للعبادة المقبولة حتى يدركوا حسن الختام.
ربنا اغفرلنا ذنوبنا واسرافنا في أمرنا وتوفنا مع الأبرار آمين وآخر دعوانا ان الحمد لله رب
العالمين.