نعم الله تعالى في الكون لا تعد ولا
تحصى، قال جل شأنه : (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا)
إبراهيم الآية 34، وإذا كان الإنسان لا يعرف نعمة الله عليه فكيف له أن يقوم
بشكرها؟! ولقد أخبرنا الله تبارك وتعالى أن الإنسان محاط بنعم لو أفنى عمره كله في
عدها لما استطاع إلى ذلك سبيلاً.
من بين النعم التي ألفها الناس وتعودوها ولم
يعرفوا قيمتها، ولم يؤدوا شكرها نعمة الأمن والأمان، لأن الأمن نعمة عظيمة من نعم
الله تبارك وتعالى، والله يمتنّ بها على من يشاء من عباده، حيث يشعر فيها الإنسان
بلذة الدنيا والنعم التي فيها، فالخائف لا يذوق طعم النعمة لا في مال، ولا في صحة،
ولا في غير ذلك، ولهذا كان الأمن نعمة عظيمة، وكان الخوف بلاء عظيماً، والأمن هو
طمأنينة في النفس، يقابله الخوف، قال الراغب الأصفهاني: أصل الأمن طمأنينة النفس، وزوال الخوف.
إن الإنسان لا يشعر بحقيقة الأمن إلا عندما
يخاف ويشتد خوفه، فكلما كان خوفه أكثر كان شعوره بالأمن حينما يأمن أعمق وأقوى،
ومن عرف الشيء ثم فقده فإنه يعرف قيمته، وإبراهيم عليه الصلاة والسلام لما
عرف قيمة الأمن دعا ربه أن يجعل البلد الذي ترك فيه ابنه وزوجه آمناً مطمئناً: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا) البقرة
الآية 126، فطلب نعمة الأمن أولاً، فاستجاب الله دعوة إبراهيم، ولهذا امتنّ الله
على قريش بهذه النعمة التي كفروها بعدم إيمانهم واستجابتهم للنبي صلى الله عليه
وسلم، قال تعالى: (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا
آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ) العنكبوت الآية 67، فلما كفروا نعمة الله أبدلهم
بالأمن خوفاً.
قيل لأحد الحكماء: ما النعيم؟ قال: الأمن، فإني رأيت الخائف لا يهنأ
بعيش، قيل: زدنا؟ قال: العافية، فإني رأيت المريض لا يهنأ
بعيش، قيل: زدنا؟ قال: الشباب فإني رأيت الهرم لا يهنأ بعيش.
إنَّ الإسلام هو دين الأمن، ولا يمكن أن يتحقق الأمن للناس إلا إذا دانوا بهذا
الدين العظيم، فقد حرم قتل النفس، وسرقة المال وأكله بالباطل، ونهى النبي صلى الله
عليه وسلم عن ترويع المسلم، وقال صلى الله عليه وسلم: "وَاللَّهِ لَا
يُؤْمِنُ، وَاللَّهِ لَا يُؤْمِنُ، وَاللَّهِ لَا يُؤْمِنُ". قِيلَ: وَمَنْ
يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "الَّذِي لَا يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائقَه"
رواه البخاري ومسلم.
اولا) حاجة المرء للأمن
وممَّا يدلُّ على حاجة المرء للأمن أنه كان أحد
المسائل التي سألها النبيُّ صلى الله عليه وسلم ربَّه، فعن ابن عمر رضي الله عنهما
قال: 'كان رسول الله صلى الله عليه
وسلم إذا رأى الهلال قال: "اللهم أَهِلَّه علينا بالأمن والإيمان، والسلامة
والإسلام والتوفيق لِمَا تُحِبُّ وترضى، ربُّنا وربُّكَ اللهُ"' رواه ابن حبان، والمعنى: اجعل رؤيتَنا
للهلال مقترنةً بالأمن من الآفات والمصائب، وبثبات الإيمان فيه، والسلامة من آفات
الدنيا والدين.
واعلموا أنه إذا اختلَّ نظامُ الأمن، وزُعزعت أركانُه
واختُرق سياجُه فلا تسأل عن الآثار الوخيمة التي تحدُث نتيجةَ ذلك؛ من الفتن
العاصفة، والشرور المتعاظمة؛ إذ لا يأتي فقدُ الأمن إلا بإثارة الفتن العمياء،
والجرائم الشنعاء، والأعمال النكراء، ومن هنا فالأمن في الإسلام مقصدٌ عظيمٌ، شرع
له من الأحكام ما يحميه ويحفظ سياجَه، ويمنع المساسَ بجنابه، فقد تضافرت النصوص
الشرعية على وجوب المحافَظة على الضرورات الخمس، وهي: الدين والنفس والعقل
والعِرْض والمال، أوجَب الشرعُ حفظَها، وحمى حماها، وحدَّ الحدودَ وشرَع
التعذيرات؛ للحيلولة للنَّيْل منها، بل إن الإسلام حرَّم كلَّ فعل يُخِلُّ بالأمن
والاطمئنان والاستقرار، وحذَّر مِنْ كلِّ عمل يبثُّ الخوفَ والرعبَ والاضطرابَ.
إن المؤمن الصادق لا يرضى بأن تُمَسَّ بلد الإسلام بسوء؛ بل يقف معاديًا متصدِّيًا لكل من يريد التطاولَ على قِيَمِها وثوابتها، أو يسعى في إشاعة الفوضى فيها، أو الاستجابة لمن يريد زعزعة الاستقرار والإخلال بأمنها، ولا غرابة في ذلك؛ فالمحافظة على الأمن والاستقرار في مجتمعنا عبادة نتقرَّب بها إلى الله، وهي مسئولية الجميع، فلا بد من تكاتُف الجهود في هذا المجال؛ للتصدي لمن يحاول الإخلال بأمن البلاد والعباد، والوقوف أمام كل دعوة تهدِّد الأمنَ، وتُزعزع الاستقرارَ، فلا هناء في عيش بلا أمن، ولا سعادة في مال بلا استقرار، وإن الله عز وجل قد أنعَم على العباد بنعم كثيرة وافرة، وأوجب عليهم واجبات متعددة؛ فمن ذلك أمْنُهم الذي يجب أن يحفظوه، ويعملوا على استدامته وبقائه، وعدم انتهاك ما يخل به، ويُذهب آثارَه المحمودةَ.
ثانيا) وسائل حفظ الأمن
وسائل حفظ الأمن كثيرة نذكر منها على الخصوص:1) شكر الله على النعمة
فالنعم تثبت بالشكر وتذهب بالجحود، وفي القرآن الكريم حكاية ما قاله موسى الكليم عليه الصلاة والتسليم لقومه: (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ) إبراهيم الآية 7.2) تحقيق توحيد الله
فالتوحيد أمن في
الدنيا والآخرة؛ قال تعالى: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا
الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ
مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ
وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا
يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ
الْفَاسِقُونَ) النور الآية 55، فلا أمن إلا بإقامة العبادة الخالية من شوائب
الشرك؛ فلا يُدعى غير الله، ولا يُستغاث إلا بالله، ولا تُشيد الأضرحة، ولا يُطاف
بها، ولا يُتبرك بترابها وغير ذلك من صور الشرك الأكبر المخرج عن دين الإسلام
والبدع التي ما أنزل الله لها من برهان.
وأما في الآخرة فقد قال الله تعالى: (الذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ
إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ) الأنعام الآية
82، مهتدون في الدنيا، آمنون في الآخرة.
3) الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
قال تعالى : (فَلَمَّا
نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ
وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُواْ بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ)
الأعراف الآية 165. وسكت عمن سكت ولن ينكر، ولم يخبر بحالهم.
4) تطبيق الحدود
فإقامة حد الحرابة والقتل أمن من إراقة الدماء، وإقامة حد الزِّنا أمنٌ من انتهاك الأعراض، وقطع اليد أمن من انتشار السرقات فيأمن الناس على أموالهم، وحد القذف يمنع من الوقيعة بالباطل في أعراض المسلمين، فيأمن المسلم على عرضه أن يلغ فيه أحد، وحد شرب الخمر أمن من فساد المفسدين ... وهكذا .وقد دلت السنة النبوية على ارتباط الأمن بإقامة الحدود وتحكيم أحكام الله في عباد الله، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "وَمَا لَمْ تَحْكُمْ أَئِمَّتُهُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ وَيَتَخَيَّرُوا مِمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَّا جَعَلَ اللَّهُ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ" رواه ابن ماجة، فيرتفع الأمن بذلك.
5) نشر فهم السلف الصالح
فإن مما يذهب بأمن الناس انتشار المفاهيم الخاطئة حيال نصوص القرآن والسنة، وعدم فهمهما بفهم السلف الصالح، وهل كُفِّر الناس وأريقت الدماء وقُتل الأبرياء وخُفرت الذمم بقتل المستأمنين وفُجِّرت البقاع إلا بهذه المفاهيم المنكوسة.يا شباب الإسلام إياكم وهذه الدعوات الخطيرة التي تدعو إلى التكفير والتفجير، واعلموا أن من أعظم الواجبات الرجوع لأهل العلم الموثوق بعلمهم فيما يُشكل عليكم لأن الله جعلهم هداة مهتدين.
6) الدعاء
وقد كَانَ نبينا صلى الله عليه وسلم إِذَا رَأَى الْهِلَالَ قَالَ: "اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُمَّ أَهِلَّهُ عَلَيْنَا بِالْأَمْنِ وَالْإِيمَانِ، وَالسَّلَامَةِ وَالْإِسْلَامِ، وَالتَّوْفِيقِ لِمَا تُحِبُّ وترضى. رَبُّنَا وَرَبُّكَ اللَّهُ" رواه الترمذي.وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: 'لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدع هؤلاء الدعوات حين يمسي وحين يصبح «اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللهم استر وآمن روعاتي، اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي، وعن يميني وعن شمالي، ومن فوقي، وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي' رواه أبو داود.
ثالثا) أهمية نعمة الأمن
انّ نعمة الأمن أعظم من نعمة الرزق، ولذلك قُدمت عليها في الآية الكريمة: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَـَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) البقرة الآية 126.فبدأ بالأمن قبل الرزق لسببين:
الأول: لأن استتباب الأمن سبب للرزق، فإذا شاع الأمن واستتبَّ ضرب الناس في الأرض، وهذا مما يدر عليهم رزق ربهم ويفتح أبوابه، ولا يكون ذلك إذا فُقد الأمن.
الثاني: ولأنه لا يطيب طعام ولا يُنتفع بنعمة رزق إذا فقد الأمن.
فمن من الناس أحاط به الخوف من كل مكان، وتبدد الأمن من حياته ثم وجد لذة بمشروب أو مطعوم؟!
والأمن مطلب الناس جميعاً، فإبراهيم عليه السلام يدعو الله أن يجعل بلده آمناً (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ
رَبِّ اجْعَلْ هَـذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ
الأَصْنَامَ) إبراهيم الآية 35.
ويوسف عليه السلام يطلب من والديه دخول مصر مخبراً باستتباب الأمن بها (فَلَمَّا
دَخَلُواْ عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُواْ مِصْرَ إِن
شَاء اللّهُ آمِنِينَ) يوسف الآية 99.
ولمَّا خاف موسى أعلمه ربه أنه من الآمنين ليهدأ رَوْعه، وتسكن نفسه (وَأَنْ
أَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا
وَلَمْ يُعَقِّبْ يَا مُوسَى أَقْبِلْ وَلَا تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الْآمِنِينَ) القصص
الآية 31.
ولما رحم النبي صلى الله عليه وسلم أهل مكة يوم فتحها ذكرهم بما ينالون به الأمن؛
مما يدل على أهميته لدى المؤمنين والكافرين، فقال: "من دخَل دارَ أبي سفيان
فهو آمن، ومن ألقَى السّلاحَ فهو آمن، ومن دخل المسجدَ فهو آمن" رواه مسلم.
والعبادة لا يتأتى القيام بها على وجهها إلا في ظل الأمن،
ونعمة الأمن أعظم من نعمة الصحة. قال الرازي
رحمه الله: 'سئل بعض العلماء: الأمن أفضل أم الصحة؟ فقال: الأمن أفضل، والدليل
عليه أن شاة لو انكسرت رجلها فإنها تصح بعد زمان، ثم إنها تقبل على الرعي والأكل.
ولو أنها ربطت في موضع وربط بالقرب منها ذئب فإنها تمسك عن العلف ولا تتناوله إلى
أن تموت، وذلك يدل على أن الضرر الحاصل من الخوف أشد من الضرر الحاصل من ألم
الجَسَد'.
ومما يدل على أهميته قول نبينا صلى الله عليه وسلم: "مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ
آمِنًا فِي سِرْبِهِ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ
فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا" رواه الترمذي.
ولأهمية الأمن أكرم الله به أولياءه في دار كرامته؛ لأنه لو فُقد فُقد النعيم، قال
رب العالمين: (ادْخُلُوهَا بِسَلاَمٍ آمِنِينَ) الحجر الآية 46.
رابعا) فقدان الأمن
ومن أسباب تحقيق الأمن،
الحِرصُ على رد كل تنازُعٍ في أمور الدين والدنيا إلى الأصلَيْن العظيمَين
والوحيَيْن الكريمين: (فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ
وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ
خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا) النساء الآية 59.
ويتْبعُ هذا الأصلَ: أن يرجع الناسُ - خاصةً في أزمان الفتن - إلى علماء الشريعة الراسخين الذين ينظرون إلى الأمور بفهمٍ دقيقٍ، واستنباطٍ عميقٍ، وخبرةٍ طويلة، فربُّنا جل وعلا يقول: (وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ) النساء الآية 83.
من أعظم أسباب فُقدان الأمن وحُدوث الكوارث والخُطوب الإعراضُ عن طاعة الله جل وعلا، وعن طاعة رسوله صلى الله عليه وسلم، وفُشُوُّ المعاصي والسيئات، يقول ربُّنا جل وعلا: (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ) النحل الآية 112.
لا بد أن ندرك أن نعمة
الأمن لا توجد إلا بوجود مقوماتها، ولا تدوم إلا بدوام أسبابها، والتي من أعظمِها
توحيدُ الله والإيمان به، والاجتماعُ ونبذُ التفرق، والالتفاف حول ولاة الأمر
بالنصح والدعاء.
وختاما اعلموا جيدا أن الأمن نعمة عظمى، ومِنَّة كبرى، لا يُدرِك قيمتَه ولا يستشعر أهميتَه إلا مَنْ تجرَّع غصةَ الحرمان منه، واصطلى بنار فقده، فوقَع في الخوف والقلق، والذعر والاضطراب والفوضى والتشريد والضياع، فكم من غريب فقَد موطنَه، وكم من شريد غاب عن أهله وعشيرته، وكم من منكوب تائه لا يعرِف له مأوى، ولا يشعر بطمأنينة ولا استقرار.
تجدون أسفله شريطا للدكتور د.جيرنو أحمد جالو أستاذ بكلية اللغة العربية جامعة إفريقيا العالميَة بالخرطوم وخطيب بأحد مساجدها ليلة 29 رمضان 1444 قد خص جل دعاء قنوته للأمن :