random
مقالات عشوائية :

اسباب قطيعة الرحم وعلاجه (الجزء الثاني : العلاج)

الصفحة الرئيسية

اسباب قطيعة الرحم وعلاجه (الجزء الثاني : العلاج)

   في الجزء الأول من موضوع اسباب قطيعة الرحم وعلاجه تحدثنا عن الاسباب التي تؤدي الى قطيعة الأرحام، واما في هذا الجزء الثاني والأخير سنخصصه لفضائل صلة الرحم وسبل علاج قطيعتها.


علاج قطيعة الرحم
قبل ان نتحدث عن علاج قطيعة الرحم لا بد ان نتحدث أولا عن فضائل صلة الرحم. 


1- فضائل صلة الرحم

 فضائلها كثيرة وعوائدها جمة وهذه الفضائل تجمع خيري الدنيا والآخرة فمن تلك الفضائل ما يلي :

 

1-1) صلة الرحم شعار الإيمان بالله واليوم الآخر :

فعن أبى هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من كان يومن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ومن كان يومن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه".


2-1) صلة الرحم سبب لزيادة العمر وبسط الرزق:

فعن انس ابن مالك رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه"،
ومما قاله العلماء في معنى زيادة العمر وبسط الرزق الواردين في حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم،
والمقصود بالزيادة أن يبارك الله في عمر الإنسان الواصل ويهبه قوة الجسم ورجاحة في العقل ومضاء في العزيمة فتكون حياته حافلة بجلائل الأعمال. وقد يشكل هذا الأمر على بعض الناس فيقول إذا كانت الأرزاق مكتوبة والآجال مضروبة لا تزيد ولا تنقص كما في قوله تعالى : (ولكل امة اجل فإذا جاء آجلهم لا يستاخرون ساعة ولا يستقدمون) الأعراف الآية 34.

فكيف نوفق بين ذلك وبين قول النبي صلى الله عليه وسلم؟


الجواب إن القدر قدران :
-احدهما مثبت أو مبرم أو مطلق وهو ما في اللوح المحفوظ فهذا لا يتبدل ولا يتغير
-والثاني القدر المعلق أو المقيد وهو ما في صحف الملائكة فهذا هو الذي يقع فيه المحو والإثبات. قال شيخ الإسلام ابن تيمية  رحمه الله تعالى : 'والأجل أجلان مطلق يعلمه الله واجل مقيد وبهذا يتبين معنى قوله صلى الله عليه وسلم : "من سره أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه"
فان الله أمر الملك أن يكتب له أجلا وقال إن وصل رحمه زدته كذا وكذا والملك لا يعلم أيزداد أم لا لكن الله يعلم ما يستقر عليه الأمر فإذا جاء الأجل لا يتقدم ولا يتأخر. وقال في موطن آخر عندما سئل عن الرزق هل يزيد أو ينقص فأجاب : 'الرزق نوعان احدهما ما علمه الله أن يرزقه فهذا لا يتغير والثاني ما كتبه واعلم به الملائكة فهذا يزيد وينقص بحسب الأسباب'
ثم إن 'الأسباب التي يحصل بها الرزق هي من جملة ما قدره الله وكتبه فان كان قد تقدم بان يرزق العبد بسعيه واكتسابه ألهمه السعي والاكتساب وذلك الذي قدره له بالاكتساب لا يحصل بدون اكتساب وما قدره له بغير اكتساب كموت مورثه يأتيه بغير حساب’،
فلا مخالفة في ذلك لسبق العلم بل فيه تقييد المسببات بأسبابها كما قدر الشبع والري بالأكل والشرب وقدر الولد بالوطء وقدر حصول الزرع بالبذر فهل يقول عاقل بان ربط المسببات بأسبابها يقتضي خلاف العلم السابق أو ينافيه بوجه من الوجوه.


3-1) صلة الرحم من أعظم أسباب دخول الجنة :

 فعن أيوب الانصارى رضي الله عنه أن رجلا قال : يا رسول الله اخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني عن النار فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "تعبد الله ولا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصل الرحم".

 

4-1) اتفقت الشرائع كلها على صلة الرحم :

فالشرائع السماوية كلها أمرت بالصلة وحذرت من قطعها وهذا ما يدل على فضلها وعظم شأنها.


5-1) شيوع المحبة بين الأقارب :

فبسببها تشيع المحبة وتسود الألفة ويصبح الأقارب لحمة واحدة وبهذا يصفو عيشهم وتكثر مسراتهم.


2- سبل العلاج

سبل علاج قطيعة الرحم كثيرة نذكر منها ما يلي :


1-2) الآثار المترتبة عن الصلة :

التفكر في الآثار المترتبة على الصلة فان معرفة ثمرات الأشياء واستحضار حسن عواقبها من اكبر الدواعي إلى فعلها وتمثلها والسعي إليها. سبل علاج قطيعة الرحم كثيرة نذكر منها ما يلي :


2-2) عواقب القطيعة :

النظر في عواقب القطيعة وذلك بتأمل ما تجلبه القطيعة من هم وغم وحسرة وندامة ونحو ذلك فهذا مما يعين على اجتنابها والبعد عنها.


3-2) الاستعانة بالله :

الاستعانة بالله وذلك بسؤال التوفيق والإعانة على صلة الأقارب.


4-2) مقابلة إساءة الأقارب بالإحسان :

فهذا مما يبقى على الود ويحفظ ما بين الأقارب من العهد ويهون على الإنسان ما يلقاه من شراسة وإساءتهم ولهذا جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله إن لي قرابة أصلهم ويقطعونني وأحسن إليهم ويسيؤون إلي واحلم عنهم ويجهلون علي. قال الحبيب صلوات ربي عليه : "لئن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل ولا يزال معك من الله ظهير ما دمت على ذلك".


5-2) التواضع :

التواضع ولين الجانب فهذا مما يحبب القرابة بالشخص ويدنيهم منه، وصدق من قال  :           

 من كان يحلم أن يسود عشيرة                                   

                فعليه بالتقوى ولين الجانــــــب
 ويغض طرفا عن مساوئ من أسا
                منهم ويحلم عند جهل الصاحب


6-2) التغاضي والتغافل : 

فالتغاضي والتغافل من أخلاق الأكابر والعظماء وهو مما يعين على استبقاء المودة واستجلابها على واد العداوة وإخلاد المباغضة. ثم انه دليل على سمو النفس وشفافيتها وهو مما يعين على استبقاء المودة واستجلابها وعلى وأد العداوة وإخلاد المباغضة. ثم انه دليل على سمو النفس وشفافيتها وهو مما يرفع المنزلة ويعلي المكانة. والتغاضي والتغافل حسن مع جميع الناس وهو مع الأقارب أولى وأحرى وأجمل.


7-2) مراعاة أحوال الأقارب وفهم نفسياتهم وإنزالهم منازلهم : 

فمن الأقارب من يرضى بالقليل فتكفيه الزيارة السنوية وتكفيه المكالمة الهاتفية ومنهم من يرضى بطلاقة الوجه والصلة بالقول فحسب ومنهم من يعفو عن حقه كاملا ومنهم من لا يرضى إلا بالزيارة المستمرة وبالملاحظة الدائمة فمعاملاتهم بمقتضى أحوالهم يعين على الصلة واستبقاء المودة.


8-2) الابتعاد عن التكلف :

ترك التكلف مع الأقارب ورفع الحرج عنهم وهذا مما يغري بالصلة فإذا علم الأقارب عن ذلك الشخص انه قليل التكلف وانه يتسم بالسماحة حرصوا على زيارته وصلته.


9-2) اجتناب التخاصم :

تجنب الخصام وكثرة الملاحاة والجدال العقيم مع الأقارب فان كثرة الخصام والملاحاة والجدال تورث البغضاء والانتصار للنفس والتشفي من الطرف الآخر بل يحسن بالمرء مذاراة أقاربه والبعد عن كل ما من شانه أن يكدر صفو الود معهم.


10-2) الاقارب قطعة لحم منا :

أن يستحضر الإنسان أن أقاربه قطعة لحم منه فلا بد له منهم ولا فكاك له عنهم فعزهم عز له وذلهم ذل له. 


11-2) البعد عن احراج القارب :

الحذر من إحراج الأقارب وذلك بالبعد عن كل سبب يوصل إلى ذلك فيبتعد الإنسان عن الإثقال عليهم وينأى عن تحميلهم مالا يطيقون ومما يدخل في هذا أن يراعى القرابة أحوال الوجهاء وذوي اليسار في الأسرة فلا يكلفوهم ما يوقعهم في الحرج ولا يلوموهم إذا قصروا في بعض الأمور مما لا طاقة لهم بها فبعض الأسر تكلف وجهاءها وأكابرها مالا يطيقون ولا تعذرهم عند أي تقصير.

 

وأخيرا يراعي في ذلك كله أن تكون الصلة قربة لله خالصة لوجهه وحده لا شريك له وان تكون تعاونا على البر والتقوى لا يقصد بها حمية الجاهلية.


google-playkhamsatmostaqltradent