تُصاب الكثير من
النساء بالقلق -بل الرجال كذلك- الذي يصل لدرجة مرَضية، يمكن أن تشلَّ حرَكتها وتفكيرَها، وتدخلها
في وساوس وهواجِس، ليْس لها أدْنى درجةٍ من الصحَّة، ممَّا يؤثِّر ذلك سلبًا
على حياتها وحياة مَن تحبُّهم أو يشاركونَها الحياة، سواء كان الزَّوج أو الأبْناء
أو والديها أو صديقاته.
وهناك عدَّة خطوات
يسيرة إذا اتَّبعتها أية امرأة أو فتاة، سياعدها ذلك بمشيئة الله على تخطِّي القلق،
ومواجهته بكل سهولة، حتَّى تستطيع الحياة بشكل أكثر إيجابي دون معاناة أو صعوبة،
ومن أهم هذه الخطوات :
1) جهِّزي كرَّاسة للقلق
بِمجرَّد أن تبدئي
في الوسوسة، فإنَّ أحد دواعي القلَق سيقود إلى قلق آخَر، وهكذا.
إذًا؛ المطلوب
منكِ أن تجلسي وتكتبي مخاوفك كلها بلا تردُّد، اكتبي كلَّ ما هو بداخِلِك من مشاعر
القَلَق أو أسباب هذا القلق، فذلِك يؤدي إلى إبْطاء عمليَّة القلَق؛ لأنَّ القلم
يكتُب أبطأَ من الأفْكار، ويُجْبِرك على حذف أحد مظاهر القلق.
2) أعيدي قراءة ما كتبتِيه
ستكتشفين أنَّ
كثيرًا من أسْباب القلق التي كتبتِها ليس لها مَجال للصِّحَّة، وستتحكمين في ذلك
بنفسك.
من المُمْكِن بعد
ذلك أن تقومي بتمْزِيق الورقة التي كُتِب فيها أسباب القلَق والمخاوف، ولاحظي
أنَّه من الضروري أن تُمزِّقيها بنفسك وبيديْك؛ فإنَّ ذلك يعطي لعقلك الباطن
إشارة إلْغاء لما كتبتِيه، وبالتالي إلغاء للمخاوف نفسِها.
3) خصِّصي وقتًا للقلق
بِمعنى أن تخصِّصي
في اليوم وقتًا معيَّنا للقلق، بهذه الطَّريقة يُمْكِنك الاستِمْتاع بالقلق دون
أدْنى شعور بالذنب، ومع الوقْت ستجدين أنَّك ليس عندك وقت للقلق، ولن تجدي سببًا
للقلق تأخذين من أجْلِه وقتًا مخصَّصًا.
4) فكري في النَّاحية العكسيَّة
وذلك بأن تدرِّبي
نفسَك على استِعْمال أسلوب 'ماذا لو؟' أو 'ما هو أفضل احتمال يقع وأسوء احتمال
يقع؟' وبالتَّالي تجدين الطَّريقة لتحديد دقيق لأفضل الأمور وأسوئِها، وتذكري
دائمًا أنَّ أيَّ احتمال مهْما كان سيقع بين هذيْن الأمرين اللَّذين قمتِ
بتحديدهما، وبالتالي تكونين قد توقعتِ وتدرَّبتِ على مواجهة كلا الأمرين.
5) دعي الآخَرين يتحمَّلون مسؤوليَّاتهم
يجب أن تعلمي
جيِّدًا أنَّ قلقَك يمكن أن يؤذي النَّاس الَّذين تحبِّينهم، فلا تفقديهم بقلقك.
6) في النهاية
تسلَّحي بالإيمان
الحقيقي والصادق؛ لأنَّ الله يختار لنا الخيرَ دائمًا، وما عليْنا إلاَّ الاجتِهاد
والإخلاص، وتذكَّري دائما قول الله عز وجلَّ : (أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ
تَطْمَئِنُّ القُلُوبُ ) الرعد الآية 28.