اعلم يا من تتصيد أعراض الناس وتوقع الفتيات في شباكك بأن خصيمك هو محمد صلى الله عليه وسلم فعندما يسقي النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين على الحوض بيده الشريفة أريدك أن ترفع عينيك في عينيه وتدافع عن نفسك عندما يقول لك رسول الله صلى الله عليه وسلم ألست انت من زنى!
لا تقل هي اغوتني واغرتني بلباسها وكلامها فهذا لا يسوغ لك أن تجاريها وانت تعلم أن الجبار القهار يراك وملائكته الكرام معك اينما ذهبت تسجل عليك كل نفس وكل كلمة وكل فعل تفعله.
قال الشافعي رحمه الله :
عفوا تعف نساءكم في المحْرَمِ وتجنبـوا مـالا يليق بمسلـم
عفوا تعف نساءكم في المحْرَمِ وتجنبـوا مـالا يليق بمسلـم
إن الزنـا دين إذا أقرضــته كان الوفا من أهل بيتك فاعلـم
من يزنِ في قوم بألفي درهم في أهله يُـزنى بربـع الدرهم
من يزنِ يُزنَ به ولو بجـداره إن كنت يا هذا لبيباً فـافهــم
يا هاتكا حُـرَمَ الرجال وتابعـا طرق الفسـاد عشت غيرَ مكرم
لو كنت حُراً من سلالة ماجـدٍ ما كنت هتـّـاكاً لحرمة مسلـمِ
قال رسولنا صلى الله عليه وسلم : "عفّوا تُعف نساءكم"
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله...، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله" متفق عليه
إذا كانت الفتاة ترضى أن ترتبط معك في علاقة محرمة فما ذنب أهلها بتدنيسك لعرضهم؟
ثم هل طواعيتها لك عذر مقبول لاعتدائك؟
بمعنى آخر لو أن أحدا من الناس بنى علاقة غير مشروعة مع أحد قريباتك ثم اكتشفت ذلك فهل يكفيك عذرا أن يقول لك من هتك عرضك : هي التي دعتني لذلك لتغفر له خطيئته؟
إن الفتاة التي تعاكسها وتسعى إلى أن تفعل بها الفاحشة إنما هي في المستقبل إن لم تكن زوجة لك فهي زوجة لقريبك أو لأحد من المسلمين وكذلك الفتاة التي عاكسها غيرك وساهم في إفسادها قد يبتليك الله بها عقوبة لك في الدنيا كما قال تعالى : (الخبيثات للخبيثين) إن كنت تعتقد أنك ذكيا وحاذقا واستطعت التلاعب بأعراض الناس دون أن يكتشف أمرك فما هو موقفك من قول الله تعالى : (ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار).
هل سمعت أن الجزاء من جنس العمل فهل أنت مستعد أن تبتلى في عرضك الآن أو حتى بعد حين مقابل التنفيس عن شهواتك.
لو خيرت بين الموت أو أن يهتك عرضك ماذا تختار؟
إذا كيف ترضى لنفسك الوقوع في محارم الناس؟
اعلم أن لك أما وأختا وزوجة وبنتا وابنة عم وابنة خال فاحذر وانتبه فقد يبتليك الله فيهم وفي عرضهم؟
كما قال الشافعي رحمه الله
عفوا تعف نساؤكم في المحرم *.* وتجنبوا ما لا يليـق بمسلم
إن الزنى ديـن فإن أقرضته *.* كان الوفاء بأهل بيتك فاعلم
ما هو الشعور الذي ينتابك وأنت تعيش في مجتمع خنته وهتكت محارمه وأفسدت نسائه وكنت عدوه اللدود والسكينة المسمومة التي تطعن فيه؟
إذا صنف الناس إلى صنفين : مصلحين ومفسدين فأين تصنف نفسك؟
وقد نهى الله عز وجل عن الفساد قال تعالى : (ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها).
هل تظن أن ستر الله عليك في هذا العمل كرامة؟
لا بل قد يكون استدراجا لك لتموت على هذا العمل وتلاقي الله به كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم : "إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته"، وقال أيضا : "ومن مات على شيء بعثه الله عليه".
روى البخاري في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "إنه أتاني الليلة آتيان وإنهما قالا لي انطلق وذكر الحديث حتى قال : فأتينا على مثل التنور فإذا فيه لغط وأصوات فاطلعنا فيه فإذا فيه رجال ونساء عراة وإذا هم يأتيهم لهب من أسفل منهم فإذا أتاهم ذلك اللهب ضوضوا" فلما سأل عنهم الملائكة قالوا : 'وأما الرجال والنساء العراة الذين هم في مثل بناء التنور فإنهم الزناة والزواني'.
فهل تود أن تكون من هذا الصنف؟
أعلم أنه يوم القيامة ترفع الأعلام ورايات الغدرات ويقال هذه غدرة فلان وفلان فاحذر من الفضيحة على رؤوس الأشهاد يوم الحساب أمام الخلائق من أول الخليقة الى آخرها وأنت ذليل ينسلخ وجهك حياء من الله ومن خلقه.
وفي يوم القيامة هل تستطيع ان تدافع عن نفسك عندما يتعلق في رقبتك أبو البنت وزوجها واهلها وكل من سببت لهم العار والفضيحة ولن يطلقوا رقبتك ولن يتركوك الا بعد أن يرضيهم الله بان يأخذوا ما شاءوا من حسناتك وتطرح عليك سيئاتهم وأنت تبكي الدم بعد الدم، اذا غير وقوفك بين يدي الجبار جبار السموات والأرض ومليكها عالم الغيب والشهادة ذي العزة والجبروت ففي ذاك الموقف دافع عن نفسك ان استطعت.
فوالله أن تعرف وقتها ما جررت على نفسك وعلى أعراض الناس ولا ينفع الندم فلات حين مناص أو دافع عن نفسك عندما يأمر الله ملائكة العذاب أن تسحبك وأنت تجر على وجهك الى جهنم وأنت تصيح وتقول أرحموني فتقول الملائكة لم يرحمك الرحمن الرحيم فكيف نرحمك نحن فهم لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يومرون.
انت في الدنيا الآن فتب الى الله عز وجل وابك بين يديه وانطرح على بابه قبل أن تصيح في قبرك السنين تلو السنين وتقول رب ارجعون فلا يسمعك أحد ويصب عليك العذاب في قبرك صبا.
عاهد الله واحذر من الوقوع في أعراض الناس فهذا الموضوع حجة عليك الى قيام الساعة فافتح صفحة جديدة بينك وبين الله فالتائب من الذنب كمن لا ذنب له وتذكر قول الله تعالى : (فمن تاب من بعد ظلمه وأصلح فإن الله يتوب عليه إن الله غفور رحيم)، وقال تعالى أيضا : (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم)، وقال تعالى كذلك : (وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحاً ثم اهتدى ).