أخي المهموم،
أختي المهمومة
حينما تشعر أنك
بمنتهى الضعف وأن الدنيا قد أظلمت في وجهك فهلا قمت من مكانك وتوضأت وصليت ركعتين
أو أكثر ثم رفعت أكف الضراعة إلى مولاك وقلت:
- اللهم إني عبدك
وابن عبدك وابن أمتك ناصيتي بيدك ماض في َّحكمك عدل فيَّ قضاؤك. اسألك بكل اسم هو
لك سميت به نفسك أو علمته أحداً من خلقك أو أنزلته في كتابك أو إستأثرت به في علم
الغيب عندك أن تجعل القرآن الكريم ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي.
- اللهم إني أعوذ
بك من الهم والحزن وأعوذ بك من العجز والكسل وأعوذ بك من الجبن والبخل وأعوذ بك من
غلبة الدين وقهر الرجال.
- لا إله
إلا الله العظيم الحليم لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض رب العرش الكريم.
فعليك أخي
بالدعاء مهما تأخرت الإجابة، قال: ابو الدرداء رضي الله عنه: 'من يكثر قرع
الباب يوشك ان يفتح له ومن يكثر الدعاء يوشك ان يستجاب له'.
وفي بعض ما
أوصى الله الى نبي من أنبيائه «هب لي من قلبك الخشوع ومن بدنك الخضوع ومن عينيك
الدموع وادعني فإني قريب» ويقول عليه الصلاة والسلام: "إن الله حيي كريم
يستحي إذا رفع الرجل يديه ان يردهما صفرا خائبين".
جاء رجل إلى
مالك بن دينار رحمه الله فقال: 'إني اسألك بي لله أن تدعو لي فأنا مضطر. قال: إذاً
فاسأله فإنه يجيب المضطر إذا دعاه'.
إن مجرد
إفضاء الإنسان لمشكلاته، وهمومه، والتعبير عنها إلى شخص آخر يسبب له راحة نفسية
ويؤدي إلى تخفيف قلقه وحزنه، فما بالك بمقدار التحسن الذي يمكن أن يطرأ على
الإنسان إذا أفضى بمشكلاته لله تعالى؟
فليس غيره من
يزيح همك، وليس غيره من يريح قلبك، وليس غيره من يعيد الطمأنينة إليك.
1) إن مع العسر يسرا
يا أيّها
الإنسان اعلم أن بعد الجوع شبع، وبعد الظمإ ريّ، وبعد السهر نوم، وبعد المرض
عافية، سوف يصل الغائب، ويهتدي الضالّ، ويفكّ العاني، وينقشع الظلام، فعسى الله أن
يأتي بالفتح أو بأمر من عنده. بشّر الليل بصبح صادق سوف يطارده على رؤوس الجبال
ومسارب الأودية، بشّر المهموم بفرج مفاجئ يصل في سرعة الضوء ولمح البصر، بشّر
المنكوب بلطف خفيّ وكفّ حانية وادعة.
-إذا رأيت الصحراء تمتد وتمتد، فاعلم أن وراءها رياضاً خضراء وارفة الظلال.
-إذا رأيت الحبل يشتد ويشتد، فاعلم أنه سوف ينقطع.
-مع الدمعة بسمة، ومع الخوف أمن، ومع الفزع سكينة. فلا تضق ذرعاً، فمن المحال دوام
الحال، وأفضل العبادة انتظار الفرج، الأيام دول، والدهر قُلّب، والليالي حبالى،
والغيب مستور، والحكيم كل يوم هو في شأن، ولعل الله يحدث بعد ذلك أمرا، وإن مع
العسر يسراً، إن مع العسر يسراً.
2) كرب ومطر وجوع
3) أبشر ولا تحزن
وقال
الشاعر:
إذا
تضايق أمر فانتظر فرجاً
فأقرب
الأمر أدناه إلى الفرج
قال بعض
المؤلفين: إن الشدائد – مهما تعاظمت وامتدت- لا تدوم على أصحابها، ولا تخلد على
مصابها، بل إنها أقوى ما تكون اشتداداً وامتداداً واسوداداً، أقرب ما تكون
انقشاعاً وانفراجاً وانبلاجا، عن يسر وملاءة، وفرج وهناءة، وحياة رخيَّة مشرقة
وضّاءة، فيأتي العون من الله والإحسان عند ذروة الشدة والامتحان، وهكذا نهاية كل
ليل غاسق فجر صادق.
فما
هي إلا ساعة ثم تنقضي
ويحمد
غِبَّ السير من هو سائر
4) فيما يفرج به الهم والغم
5) حادثة الإفك
6) الصيدلية المحمدية
عن عبد الله بن
جعفر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم أردفه خلفه فقال: "يا فتى
ألا أهب لك ألا أعلّمك كلمات ينفعك الله بهن احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده أمامك
وإذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله واعلم أنه قد جف القلم بما هو كائن
واعلم بأن الخلائق لو أرادوك بشيء لم يردك الله به لم يقدروا عليه واعلم أن النصر
مع الصبر وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسرا".
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب مسلما قط هم ولا حزن فقال: اللهم
إني عبدك، ابن عبدك، ابن أمتك، ناصيتي في يدك، ماض فيَّ حكمك، عدل فيَّ قضاؤك،
أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علَّمته أحدا من خلقك،
أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور بصري، وجلاء
حزني، وذهاب همي، إلا أذهب الله همه وأبدل له مكان حزنه فرجا"، قالوا: يا
رسول الله، أفلا نتعلم هذه الكلمات؟ قال: "بلى، ينبغي لمن سمعهن أن
يتعلمهن".
7) أتدلُّ العبادَ على الله ثم تنساه؟!
عن شقيق البلخي
قال: كنت في بيتي قاعداً فقال لي أهلي: قد ترى ما بهؤلاء الأطفال من الجوع، ولا
يحل لك أن تحمل عليهم ما لا طاقة لهم به. قال: فتوضأت وكان لي صديقٌ لا يزال يقسم
علي بالله إن يكن بي حاجة أعلمه بها ولا أكتمها عنه، فخطر ذكره ببالي، فلما خرجت
من المنزل مررت بالمسجد، فذكرت ما روي عن أبي جعفر قال: من عرضت له حاجة إلى مخلوق
فليبدأ فيها بالله عز وجل، قال: فدخلت المسجد فصليت ركعتين، فلما كنت في التشهد،
أفرغ عليَّ النوم، فرأيت في منامي أنه قيل: يا شقيق! أتدل العباد على الله ثم
تنساه؟! قال: فاستيقظت وعلمت أن ذلك تنبيه نبهني به ربي، فلم أخرج من المسجد
حتى صليت العشاء الآخرة، ثم تركت الذهاب لصاحبي وتوكلت على الله، وانصرفت إلى
المنزل فوجدت الذي أردت أن أقصد قد حركه الله وأجرى لأهلي على يديه ما أغناهم...
8) إبراهيم التميمي في سجن الحجاج
لما أُدخل إبراهيم التميمي سجنَ الحجاج رأى قوما مقرّنين في سلاسل، إذا قاموا قاموا معا، وإذا قعدوا قعدوا معا، فقال: يا أهل بلاء الله في نعمته، ويا أهل نعمة الله في بلائه، إن الله عز وجل قد رآكم أهلا ليبتليكم، فأروه أهلا للصبر. فقالوا: من أنت رحمك الله؟ قال: أنا ممن يتوقع من البلاء مثل ما أنتم عليه. فقال أهل السجن: ما نحب أنَّا خرجنا.قال أحدهم: صحبنا إبراهيم التميمي إلى سجن الحجاج، فقلنا له: أوصنا، فقال: أوصيكم أن تذكروني عند الرب الذي فوق الرب الذي سأل يوسف أن يذكره عند ربه.
9) الفرج