التأتأة هي إحدى عيوب الكلام، وتتصف بعدم وجود سيولة في خروج المقاطع الأولى من
الجمل، مما قد يظهر على شكل وقفات أو تكرار لمقاطع مفهومة أو أصوات غير مفهومة،
وغالبا ً ما يتزامن مع هذه الوقفات أو التكرار حركات شبه إرادية لبعض أجزاء الجسم.
التأتأة اذن هي نوع من التردد
والاضطراب وانقطاع في سلاسة الكلام حيث يردد الفرد المصاب صوتاً لغوياً أو مقطعاً
ترديداً لا إرادياً مع عدم القدرة على تجاوز ذلك إلى المقطع التالي. ويلاحظ على
المصاب بالتأتأة اضطراب في حركتي الشهيق والزفير أثناء النطق مثل انحباس النفس ثم
انطلاقه بطريقة تشنجية كما نشاهد لدى المصاب حركات زائدة عما يتطلبه الكلام العادي
وتظهر هذه الحركات في اللسان والشفتين والوجه واليدين. ولا يوجد سبب معين متفق
عليه لحدوث التأتأة، بل توجد العديد من النظريات التي تحاول تفسير التأتأة.
يمكن أن نخلص إلى أن التأتأة يرتبط بمشكلتين : مشكلة ميكانيكية ومشكلة سلوكية.
أ) المشكلة الميكانيكية
وهذه هي المشكلة الفعلية التي تعاني منها، وهي عيب في ميكانيكية أعضاء الكلام لم يحدد مركزه بدقة حتى الآن.ب) المشكلة السلوكية
وهي نتيجة مترتبة على المشكلة الميكانيكية، فالعيب الميكانيكي لا يُمَـكنك من الكلام، فتبدئ في تجنب المواقف التي تحتاج للكلام، وتجنب عقد صداقات واسعة النطاق، وتجنب المشاركة الاجتماعية الفعالة، وتركن إلى الوحدة والانطوائية، كل هذا خوفا من سخرية الناس وهروبا من نظراتهم التعجبية.وهذه المشكلة يجب التعامل معها مباشرة حتى وإن لم يتم التخلص من المشكلة الميكانيكية.
ومشكلة التأتأة عادة تكون في الانتقال من الصوت الأول إلى الصوت الثاني، وخاصة في الحرف الأول من الكلمة الأولى من الجملة.
وعلاج التأتأة يهدف إلى الآتي :
- أن تقبل نفسك.- أن تصبح أكثر طلاقة.
- أن تستطع التحدث في أي وقت وأي مكان ولأي شخص.
- أن تتواصل بنجاح مع المجتمع.
- أن تعيش بدون خوف من التأتأة.
- أن تصنع كل قراراتك بالرغم من التأتأة وليس بسببها.
- أن لا تشعر بحرج إذا حدث وتلعثمت أو تتأتأت في مرة ما وتعتبره شيء طبيعي يحدث للجميع.
ويتمثل العلاج في مواجهة التأتأة
بمشكلتيه الميكانيكية والسلوكية، فبالنسبة للمشكلة الميكانيكية يتم التعامل معها
عن طريق تدريبات التنفس والكلام، وبالنسبة للمشكلة السلوكية يتم التعامل معها
بالمواجهة والتعود.
والخطوة الأولى في طريق العلاج هي 'الاكتشاف' بهدف هو وضع التأتأة تحت المجهر.
وذلك عن طريق :
- ملاحظة حالة الشد في العضلات أثناء التأتأة.- متابعة مسار الهواء أثناء التأتأة.
- النظر لنفسك في المرآة أثناء الرد على التليفون.
- تسجيل بعض محادثاتك العامة مع الناس.
- تقليد التأتأة، وملاحظة التغيرات التي تحدث، أو النظر لنفسك في المرآة وأنت تقلد نفسك أثناء التأتأة.
بعد ذلك اسأل نفسك :
* ما الخطأ الذي تفعله عندما تتأتأ؟* ما الذي تفعله عندما لا تتأتأ؟
* هل هناك أي حركات غير عادية تقوم بها أثناء التأتأة؟
* أين تنظر عينيك أثناء التأتأة؟
* فيم تفكر أثناء التأتأة؟
* ما طبيعة الأصوات التي أصدرتها أثناء التأتأة؟ وهل تنتمي لكلامك؟
* كيف هي سرعتك في الكلام؟
تختلف إجابات الأسئلة السابقة من شخص لآخر، والإجابات التي يمكن الاستفادة بها
تتمثل في الآتي:
* عدم تكافؤ كمية النفس مع الكلام.
* انقباض في عضلات البطن.
* انقباض في عضلات الرقبة.
* انقباض في عضلات الحنجرة.
* انقباض في اللسان.
* انغلاق في مسار الهواء.
بينما مايحدث في الكلام الطبيعي هو العكس :
* النفس كافي لما تقوله من كلام.
* لا يوجد أي انقباض غير طبيعي في العضلات.
* مسار الهواء مفتوح.
الحركات المصاحبة :
* حركات في اليد اليسرى والرجل اليسرى.* حركات في الرقبة.
* القعود والوقوف المتكرر.
* التنقل من مكان لآخر.
حركة العين :
* عينيك لا تنظران أبدا ً في وجه الشخص الذي تحدثه.
* تتحرك العين من اتجاه لآخر كأنها تبحث عن الكلمات المفقودة!
فيم تفكر :
* أحيانا ً لا شيء.
* أحيانا، تفكر في رد فعل الشخص الذي تحدثه.
* أحيانا، تفكر في أسلوب آخر للتعبير عن أفكارك.
* لا تفكر أبدا ً في تنظيم نفسك، أو إرخاء عضلاتك.
الأصوات :
* أحيانا، تكون الأصوات من ضمن الكلام، مثل : م م م م محمد
* أحيانا، تكون الأصوات لا تنتمي للكلام، مثل : ءءءءء محمد.
* أحيانا، لا تصدر منك الأصوات، ولكن وقفات صامتة فقط.
السرعة :
* كبيرة جدا ً جدا ً جدا ً...
قوم باستكشاف هذه العوامل حتى تصبح ملما تماما بما يحدث لك أثناء التأتأة.
قيد النتائج السابقة في ورقة واحتفظ بها لأنك ستكون بحاجة إليها في المراحل
التالية.
قوم بهذا التدريب 'التنفس' بهدف الوصول إلى شكل من التنفس باستخدام البطن خلال
مسار هوائي مفتوح ذلك أن للتنفس من البطن عدة مميزات منها:
* أسهل من التنفس عن طريق الصدر.
* يمكن تنفس كمية كبيرة من الهواء باستخدام طاقة صغيرة.
* يساعد في استرخاء عضلات الصدر والرقبة مما يساعد على سيولة الكلام.
التدريبات :
أولا) التنفس بالبطن وحده :
* نم على ظهرك.* تنفس عن طريق الحجاب الحاجز، وأخرج النفس عن طريق حركة عضلات البطن.
* ضع إحدى يديك على القفص الصدري والأخرى على البطن وحاول الحرص على ثبات الصدر أثناء التنفس، مع التركيز على حركة البطن.
* ضع كتابا ً على بطنك وشاهد حركته صعودا ً وهبوطاً.
* ركز على حركة بطنك، وعلى مسار الهواء من بطنك إلى الخارج عن طريق فمك المفتوح.
* زد التنفس عمقا ً مرة بعد أخرى.
قم بتطوير هذا التدريب :
نم على ظهرك.
1- تنفس عن طريق البطن كما سبق، تنفس عدة مرات بهدوء ونعومة وبطء.
2- ثم خذ نفسا عميقا ً بطيئا، دع النفس يخرج تماما ً ببطء ونعومة، ثم عد مرة
ثانية إلى تنفس البطن الهادئ.
3- ثم خذ نفسا عميقا، دع نصف الهواء يخرج، ثم احبس النفس لحظيا باستخدام البطن
وليس بإغلاق الحنجرة، ثم دع النصف الثاني يخرج، ثم عد مرة ثانية إلى تنفس البطن
الهادئ.
4- ثم خذ نفسا عميقا، دع ثلث الهواء يخرج، ثم احبس
النفس لحظيا باستخدام البطن وليس بإغلاق الحنجرة، ثم دع الثلث الثاني يخرج، ثم
احبس النفس لحظيا، ثم دع الثلث الأخير يخرج، ثم عد مرة أخرى إلى تنفس البطن الهادئ.
5- ثم خذ نفسا عميقا، دع معظم الهواء يخرج -حوالي 75 %-، ثم احبس النفس لحظيا باستخدام البطن وليس بإغلاق الحنجرة، ثم دع باقي الهواء يخرج -25 %-، ثم عد مرة
أخرى إلى تنفس البطن الهادئ.
6- ثم خذ نفسا عميقا، دع حوالي 25% من الهواء يخرج، ثم احبس
النفس لحظيا باستخدام البطن وليس بإغلاق الحنجرة، ثم دع باقي الهواء يخرج (75 %)
ثم عد مرة أخرى إلى تنفس البطن الهادئ.
7- ثم خذ خمسة أنفاس عميقة، شهيق عميق ثم زفير عميق، شهيق عميق ثم زفير عميق ، ..
. وهكذا.
باختصار
* ركز واشعر بحركة عضلات بطنك.
* اشعر بحركة الهواء داخلك.
* استرخ واطرد كل التوتر من داخلك.
عندما تؤدي هذه التدريبات في وضع الرقود بكفاءة، تدرب عليها في وضع الجلوس ثم في
وضع القيام، قبل الانتقال إلى المرحلة القادمة.
(انتظرونا في الجزء الثاني والاخير)