علاج التأتأة وسرعة الكلام للبالغين (الجزء الثاني والاخير)

بعدما تعلمت -اخي الكريم اختي الكريمة- من الجزء الأول بعض التمارين التنفسية التي ساعدتك على نفس طويل، نتابع معك في هذا الجزء الاخير الهام التدريب والمحافظة على مسار هوائي مفتوح طوال فترة التحدث من خلال بعض التدريبات ان شاء الله :

ثانيا) التنفس بالبطن مع حلق مفتوح :

كما علمت من التدريب الأول تحدث التأتأة نتيجة أي انغلاق في مسار الهواء ولذلك سنحاول في هذا التدريب المحافظة على مسار هوائي مفتوح طوال فترة التحدث من خلال بعض التدريبات.

أ) طريقة الطعام الساخن :

تخيل أنك تأكل في حفل غداء ووضعت جزءا ساخنا جدا من الطعام في فمك، ماذا ستفعل؟
ذوقيا لا تستطيع أن تطرده خارج فمك، ولكنك ستضطر إلى تبريده وهو داخل فمك عن طريق شهيق وزفير متكرران مع المحافظة على شفتين مفتوحتين ولسان منخفض وحلق مفتوح.
تخيل هذا الموقف وطبقه واشعر بمسار الهواء المتسع.

ب) طريقة المرآة :

ضع مرآة أمام فمك وحاول تكثيف بخار الماء عليها باستخدام الهواء الخارج من الحلق، اشعر باتساع الحلق ووضع عضلات الحلق.

ج) طريقة التثاؤب الطبيعي :

حاول أن تتثاءب بطريقة طبيعية، اشعر بحالة الحلق في هذه اللحظات ستجد أنه في غاية الاتساع.
حاول أن تزيد فترة التثاؤب مرة بعد أخرى، واشعر باتساع الحلق أكثر فأكثر كل مرة.

د) طريقة خفض الحنجرة :

في الطرق الثلاثة السابقة كانت الحنجرة تنخفض في كل مرة دون أن تشعر، إذن يمكنك الحصول على حلق مفتوح إذا استطعت أن تخفض الحنجرة.
حاول هذا مع تكرار الشهيق والزفير، وزد الفترة مرة بعد أخرى.

استخدم أي طريقة من الطرق الأربعة السابقة للحصول على حلق مفتوح، وتدرب عليها أكثر من مرة حتى تصل إلى الشعور الكامل بحالة الحلق عندما يكون متسعاً.

ثالثا)خروج الكلام بطريقة طبيعية :

ارجع مرة ثانية ونم على ظهرك، أعد تدريبات التنفس -الحالات السبعة- السابق شرحها ولكن مع المحافظة على حلق مفتوح خلال هذه التدريبات.
تدريب 'الكلام' حتى يخرج الكلام بطريقة طبيعة لا بد أن يتميز بخمسة خصائص هي :البداية السلسة، مد الصوت الثاني، الإعياء، البطء والاستمرارية.

1- البداية السلسة

مادة الكلام هي النفس (الهواء)، إذن فالهواء الذي يخرج مع تنفس الإنسان له حالتين :
*هواء منطوق (كلام).
هواء غير منطوق (تنفس).
بالطبع الحالة المستمرة بدون توقف هي الثانية، فالإنسان يتنفس دائما بدون انقطاع، أما الحالة الأولى فهي حالة استثنائية تحدث عند الرغبة في الكلام فقط.
إذن :
الكلام هو تحول الهواء غير المنطوق (النفس) إلى هواء منطوق (الكلام).
كيف يحدث هذا التحول؟
حتى يحدث هذا التحول بصورة طبيعة لابد أن يكون تدريجيا، فكما يتحول النهار إلى ليل، يجب أن يتحول الهواء إلى كلام.
أما ما يحدث أثناء التأتأة فهو تحول مفاجئ من هواء إلى كلام.
عد مرة أخرى للنوم على ظهرك :
1-1) تنفس تنفسا هادئا باستخدام البطن مع المحافظة على حلق مفتوح كما سبق شرحه.
2-1) خذ نفس أعمق قليلا، وبعد خروج كمية صغيرة من الهواء قل : 'ها'.
3-1) احرص على الانتقال التدريجي من الهواء غير المنطوق إلى 'ها'.
4-1) كرر الخطوة السابقة عدة مرات مع 'ها'.
5-1) ثم كرر الخطوة رقم (3) مرة أخرى مع اللفظ (وا) عدة مرات، ثم مع اللفظ (يا) عدة مرات، ركز ثم ركز على الانتقال التدريجي من الهواء غير المنطوق إلى الهواء المنطوق.
6-1) كرر الخطوة رقم (3) مع كلمة واحدة، ثم مع جملة تتكون من كلمتين، ثم ثلاثة كلمات.
7-1) كرر الخطوة (3) مع عبارات أو قصص، بحيث تقسم العبارات الطولية إلى جمل قصيرة وتطبق الخطوة رقم (3) قبل كل جملة.

2- مد الصوت الثاني

التأتأة هي مشكلة في الانتقال من الصوت الأول إلى الصوت الثاني، وخاصة في الحرف الأول من الكلمة الأولى من الجملة، وعلى ذلك فإذا قمت بمد الصوت الثاني من الحرف الأول من الكلمة الأولى من العبارة فإنك سوف تتمكن من تخط التأتأة التي يمكن أن تحدث لك في بداية الكلام. والصوت الثاني هو في اللغة العربية عبارة عن التشكيل الذي يأخذه الحرف، فإذا كان الحرف الأول مفتوح قم بوضع ألف ممدود بعده، وإذا كان الحرف مكسور قم بوضع حرف ياء ممدودة بعده، وإذا كان الحرف مضموم قم بوضع حرف واو ممدودة بعده كالتالي :
مثال :
-التأتأة ليست مشكلة = ا اااااا لتأتأة لـ اااااا يس ت مـ وووو شكلة.
-مصر دولة عربية = مـ ىىى صر د ااااا ولة عـ ااااا ربية.
في المثالين السابقين قمت بالمد في الحرف الأول من جميع الكلمات فقط لتوضيح الطريقة، أما المطلوب هو المد في الحرف الأول من الكلمة الأولى من العبارة فقط.
ما الهدف من هذا المد؟
* يساعد على البداية السلسة.
* قطع الطريق على التأتأة بمد الحرف الذي يحدث فيه غالباً.
* المد يؤدي إلى البطء وهو أيضا مطلوب بشدة.
* المد يشعر المتلعثم بمقدرته على التحكم في التأتأة.

التدريبات :
* اقرأ من كتاب أو مجلة مع المد في الصوت الثاني من الحرف الأول من الكلمة الأولى من كل جملة، مع قراءة جمل قصيرة.
* تكلم مع نفسك في أي موضوع مع المحافظة على المد والعبارات القصيرة، كأن تحكي لنفسك قصة مثلاً.
* أدخل المد في كلامك مع الناس وستجد النتيجة جيدة جداً.

3- الإعياء:

هل سبق لك أن زرت سيدةً مسنةً مريضةً؟ هل سمعتها كيف تتكلم؟
إنها تتكلم بهدوء واسترخاء شديدين ودون أن تبذل مجهود يذكر في كلامها، ذلك لأنها لا تستطع أن تبذل مجهودا لشدة إعيائها.
هذا ما يجب أن تفعله بالضبط "الإعياء".
تخيل حالتك كهذه السيدة، ولا تبذل أي مجهود في كلامك.
الكلام الطبيعي لا يتطلب مجهودا في إخراجه، وإنما هو حركات بسيطة وسهلة، فقط الكلام غير الطبيعي (التأتأة) هو الذي يتطلب منك مجهود، ففي الحقيقة أنت تبذل مجهودك لتتلعثم!
إن من أهم المشاكل التي تواجهك هي أنك تتخيل الكلمات على أنها أثقال تحتاج قوة عضلية لحملها وإخراجها، والعكس هو الصحيح، لأن تدخل أي قوة في عملية الكلام تؤدي إلى إضطرابها وخروج الكلام بصورة سيئة.
اجعل لسانك يبذل أقل مجهود ممكن في الحركة، واجعل التصادم بين اللسان وسقف الحلق أقل ما يمكن، واجعل التصاق شفتيك في حالة نطق بعض الحروف مثل الميم أقل ما يمكن، واجعل حركة فكك مرنة أثناء الكلام.
وتذكر كلما أردت أن تتكلم أن تتخيل نفسك مريض لا تقوى على بذل أي طاقة وبعدها تكلم بكل خفة ومرونة واسترخاء وبلا بذل أي مجهود.

4- البطء:

ربما قال لك الكثير من الناس هذه الكلمة من قبل، أو قالوا لك كلمات مشابهة، مثلا : لماذا السرعة؟ خذ وقتك، لا تتعجل، هدئ نفسك، ليس هناك من أحد يجري وراءك أو غيرها من كلمات النصح المشابهة التي كثيرا ما سمعتها من أغلب من تتحدث معهم وتتتأتأ أمامهم.
كيف تبطىء في الكلام؟
1-4) قرر في بداية كل يوم أن تبطئ في الكلام عددا محددا من المرات في هذا اليوم ابدأ بمرة في اليوم الأول، ومرتين في اليوم الثاني... وهكذا، سجل في كراسة خاصة بك عدد المرات التي أحسست أنك نجحت فيها فعلا في البطء، وقيم نفسك يومياً.
2-4) إذا توفر لديك مسجل صوت صغير يعمل ببطارية ويمكن حمله معك في أي مكان دون أن يراه أحد، فقم بتسجيل محادثاتك العامة مع الناس، أعد سماع صوتك ولاحظ سرعتك في الكلام ومدى التزامك بالبطء.
3-4) التزم بالبطء في كل أعمالك، صل ببطء، تحرك ببطء، تنفس ببطء وعمق، فكر ببطء وتركيز قدر المستطاع...، بمعنى آخر التزم بالبطء في كل أعمالك الذهنية والعضلية، وهذا سينعكس بالبطء على كلامك بإذن الله، لأن الكلام عبارة عن عملية ذهنية وعضلية في الوقت نفسه.
4-4) ذكر نفسك دائما بأن تبطئ في الكلام، ضع ورقة على مكتبك أو أمامك على الحائط أو على المرآة أكتب فيها "أبطئ"، إن استطعت أن تكتب على يدك فافعل، حاول كلما تذكرت كلمة "أبطئ" فقلها لنفسك، إن استطعت أن تكررها 10 مرات في كل ساعة فافعل، كلما أقبلت على موقف يتطلب منك الكلام فقل لنفسك "أبطئ، أبطئ، أبطئ" حاول أن تفعل كل ما يوجه تركيزك نحو البطء، ابذل ما في وسعك وابتكر.

5- الاستمرارية

الآن، وبعد التدريبات السابقة ربما يكون باستطاعتك ابتداء الكلام دون تأتأة في عدم وجود ضغط ولكن هل تستطيع الاستمرار أم انك تسقط بين كل كلمة وأخرى؟
إن الأحبال الصوتية التي استطعت أن تجعلها تهتز في بداية الكلمة الأولى من العبارة من المفروض أن تظل تهتز إلى نهاية العبارة حتى يخرج الكلام بصورة صحيحة.
خذ نفسا عميقا باستخدام بطنك مع حلق مفتوح وببداية سلسة وإعياء وبطء قل (هـــــــــــــــــــــــــا) ومد فيها لفترة طويلة واشعر اهتزاز الأحبال الصوتية، اشعر اهتزازات في منطقة العنق.
قول (هـــــا) مرة أخرى، وفي منتصفها قول عبارة قصيرة، اشعر ثانية الاهتزازات في عنقك أثناء (هــــا) وحاول المحافظة على استمرار هذه الاهتزازات أثناء العبارة القصيرة.
كرر التمرين السابق مع العديد من العبارات، واسمع نغمة صوتك.
إن المحافظة على استمرارية الكلام معناها : المحافظة على استمرارية الشعور بسريان الهواء بداخلك.
حاول أن تشعر بأن الهواء داخلك عبارة عن عمود متصل لا يقطعه أي شيء، لا الأحبال الصوتية، ولا اللسان، ولا الشفتان، ولكنه عمودا واحدا من الهواء مستمر من داخل الرئة إلى خارج الشفتين دون أية مقاومة.
المحافظة على وصل الأصوات المكونة للكلام ببعضها :
فتتحول الجملة كلها إلى وصلة موسيقية واحدة، مع المحافظة على التحدث بعبارات قصيرة.
ولكن إذا سألك أحد لماذا تتحدث بهذا الشكل!
إن من أهم العوائق التي تواجهك عند محاولتك التحدث بهذه الطريقة هو أنك تخاف من رد فعل الناس على أسلوبك في الكلام، وقد يسألك أحدهم لماذا تتحدث بهذا الشكل؟ فماذا تقول؟
ببساطة ... قل الحقيقة ... قل له : 'أنا أعاني من تلعثم في الكلام، وأحاول علاج هذه المشكلة بهذه الطريقة' واعلم أن أي شخص محترم سوف يقدرك ويحترمك عندما تقول له هذا، أما الأشخاص التافهون فلا تصغ لهم ولا تدع كلامهم يؤثر فيك، فالتأتأة ليست عيبا مشينا أو عارا تخاف من كشفه أمام الناس. اجعل المهام التالية برنامجك اليومي في الحياة، و طريقك إلى التخلص التام من التأتأة، فحافظ عليها وعلى تطبيقها بكل جد ٍ ونشاط ولا تتكاسل والله معك...

المهمة الأولى والأساسية
يجب أن تخصص من وقتك ساعة يوميا على الأقل للتدريب، تقسم هذه الساعة كما يلي:
10 دقائق ------- جلسة تدريبات نفس.
10 دقائق ------- جلسة استرخاء وشحن.
40 دقيقة ------- جلسة كلام.

جلسة تدريبات النفس :
طبق خلالها الحالات السبعة مع حلق مفتوح في وضع الرقود، ثم في وضع الجلوس، ثم في وضع الوقوف.

ملحوظة :
أرح نفسك بين كل مرة وأخرى، حتى لا تَجهد بسبب ارتفاع نسبة الأكسجين في دمك.

جلسة الاسترخاء والشحن :
* أدخل بمفردك في غرفة نصف مظلمة، ثم نم على ظهرك، أو استرخ على كرسي -إن لم يتوفر لديك هذا الجو فمارسه في أي وضع تشاء-.

* أغلق عينيك.
* قول لنفسك بشكل هادئ وصوت منخفض 'استرخ، استرخ، استرخ'
* تنفس بهدوء، واطرد التوتر من داخلك مع كل زفير يخرج منك.
* اشعر بأن كل عضلات جسدك تسترخي ابتداء من أصابع قدميك وحتى رأسك.
* اشعر بغطاء من الاسترخاء يمتد على قدميك، ثم على ساقيك، ثم على بطنك، ثم على صدرك، ثم على رقبتك، ثم على رأسك.
* اعزل نفسك كليا عن العالم المحيط بك.
* تعمق تعمق تعمق في هذه الحالة من الاسترخاء.
(منقول للفائدة بتصرف)

رابط الجزء الأول : اضغط هنا