random
مقالات عشوائية :

حماية ابناءنا من خطر الانترنت

الصفحة الرئيسية

حماية ابناءنا من خطر الانترنت



     إن الثورة المعلوماتية عن طريق الانترنيت كانت خيرًا للبشرية، ولكن لها سلبيات كبيرة تدمر مستعملها وتقوده الى هاوية لا يستطيع الخروج منها ولذلك فالمستخدم يحتاج إلى حماية من نفسه أولاً - أي حصوله على معلومات سيئة أو صور وأفلام إباحية أو شذوذ فكري وجنسي وعقلي أو جرائم وسرقات -، ثم من الآخرين ثانيًا - أي استقباله للمعلومات التي تُرسل اليه من الغير بنية الضرر والإيذاء-.
 

1) من أي شيء تكون الحماية؟

1-1) من الآثار الضارة بالدين والممثَّلة في ثلاث نقاط  :

أ- الزعزعة الإيمانية بنشر الشبهات للتشكيك في المبادئ والقيم.
ب- الإساءة إلى الدين والقرآن والرسول صلى الله عليه وسلم.
ج- نشر العقائد الفاسدة والأفكار المنحرفة كالوجودية والإلحاد.

ومن واجباتنا :
التعرُّف على القيم والأخلاقيات بوعي, والرد على الشبهات المثارة, وهذا يتطلَّب منا تقوية الوازع الديني والضمير الإيماني لدى الأفراد, وأن تكون أسرنا قدوة, وأن يتأسَّى الناس بالدعاة, وإتاحة الفرص للمفكِّرين والعلماء والحكماء بالقيام بدورهم كما ينبغي.

2-1) من الآثار النفسية الضارة، والتي نجملها في  :

أ- اعتياد الحديث عن الزنا والزواج العرفي والشذوذ.
ب- انتشار ظاهرة الانتحار والاعتداء على النفس.
ج- انتشار الضعف البدني والعقلي والفكري، وبالتالي ضعف التنمية.

وهذا ما نراه ممثَّلاً في رسائل التهديد بالقتل والانتحار الجماعي ونقل معلومات مضللة ومضرة كالإخبار عن كوارث وأزمات أي شخص عن طريق الانترنيت، وعدم الدخول في المواقع التي تدعو إلى العنف كصنع القنابل واستخدام السلاح, وعدم الاستجابة لقراصنة الانترنيت.

3-1) من الآثار العقلية الضارة وأهمها  :

أ- المخدرات والإدمان وتدمير العقول.
ب- التبلد والكسل عن طريق البحث المستمر دون هدف.
ج- إدمان مشاهدة الأفلام والكسل العقلي.
د- سرقة المنتجات الفكرية والإبداعات العقلية.

4-1) من الآثار الجنسية الضارة  :

أ- التحريض على فعل الفاحشة وانتشار الأمراض الفتَّاكة كالإيدز.
ب- الاستغلال الجنسي للأطفال، وقد عُقد مؤتمر بباريس عام 1999 لهذا الأمر.
ج- العمل على نشر الممارسات الشاذة والعلاقات المحرَّمة.

واجبنا :
نشر الوعي في المجتمع, والتربية الإيمانية التي تعصم من الوقوع في حبائل هذه الآثار, وتجريم نشر الإباحية من مواقع وصور أو تخزين أفلام إباحية.

5-1) من الآثار المالية والاقتصادية الضارة  :

أ- الاعتداء على بيانات المستهلك بالوصول إلى رقم الفيزا كارت.
ب- السرقات، سواءٌ أكانت بالفيزا كارت أم التلاعب في البيانات.
ج- الفيروسات المدمِّرة للمعلومات والبرامج المنظّمة لعمليات البيع.
ولذلك بين الحين والحين تُعقد مؤتمرات لتنظيم التجارة الإلكترونية.

2) كيف نحمي أولادنا من الآثار الضارة؟

الأولاد في الطفولة المبكِّرة من سن سنتين إلى سبع سنوات لا بد من المشاركة مع التوجيه, وقد تتساهل بعض الأمهات في ترك الطفل وحده ليتسنَّى لها عمل شيء آخر أو تقوم بإلهائه لتستريح, وكل ذلك ما هو إلا ترك الأطفال مع تربية سلبية؛ حيث ان أغلب ما يشاهده الأطفال يحتوي على كلمات جنسية أو دعوة إلى العنف أو استهتار بالدين؛ فالإحصائية تقول أن من 400 ألف إلى 2 مليون طفل يستغلون جنسيًّا عن طريق الانترنيت, وأكثر من 100 ألف موقع إباحي يدخله الأطفال, في الوقت الذي يدخل الشبكة يوميًّا 3900 موقع إباحي جديد.
ولكي نحمي صغارنا :
لا بد أن نبتعد عن الأسباب التي تجعلهم يستخدمون الانترنيت استخدامًا سيئًا, وهي ثلاثة : تساهل الأسرة, وقلة التربية الإيمانية, والرفقة السيئة؛ حتى نمنع إدمان الأطفال الذي يعني التأخر الدراسي.

أما شبابنا :
فالإحصائية الفاجعة تقول إن 63 % من المراهقين لا يدري آباؤهم بدخولهم المواقع السيئة, وأعمارهم ما بين 12 إلى 17 سنة, وفي دراسةٍ لزوار الصفحات الإباحية تبيَّن أن عدد متصفِّحي الصفحة الواحدة فقط يبلغ عددهم 20 ألف يوميًّا.

3) ست علاجات عملية  :

أ- وجود الكمبيوتر (او تابليت او الهاتف) في الصالة أو في غرفة الأكل او الجلوس, وتكون المتابعة بصورة طبيعية بعيدًا عن التلصص أو التفتيش.

ب- استخدام بعض برامج حَجْب المواقع السيئة, ومن الأفضل أن تكون بمشاركة واقتناع الأبناء.

ج- تقوية الجانب الإيماني والوازع العقدي, الممثَّل في الخوف من الله والمراقبة, وتربية الضمير الداخلي.

د- العمل على انشغال الأبناء بأعمال يعود عليهم بالنفع, وتستهلك فيها الأوقات, مثل المدونات وتنمية مهارات التعامل معها.

هـ- العمل على قطع الخدمة أسبوعًا كل شهر, لتحقيق عدم التعلق بالانترنيت, ويشترط قناعة الأبناء بذلك.

و- إلمام الأبوين بالانترنيت والتعامل مع البرامج والمواقع؛ لأمرين : التوجيه نحو الصالح, وعلاج الأخطاء أول بأول.

4) علاج إدمان الانترنيت  :

إن هناك عدة طرق لعلاج إدمان الإنترنت، أول ثلاث منها تتمثل في إدارة الوقت، ولكنه –عادة- في حالة الإدمان الشديد لا تكفي إدارة الوقت؛ بل يلزم من المريض استخدام وسائل أكثر هجومية :

1-4) عمل العكس  :

فإذا اعتاد المريض استخدام الإنترنت طيلة أيام الأسبوع نطلب منه الانتظار حتى يستخدمه في يوم الإجازة الأسبوعية، وإذا كان يفتح البريد الإلكتروني أول شيء حين يستيقظ من النوم نطلب منه أن ينتظر حتى يفطر، ويشاهد أخبار الصباح، وإذا كان المريض يستخدم الكمبيوتر (او تابليت او الهاتف) في حجرة النوم نطلب منه أن يضعه في غرفت الجلوس… وهكذا.

2-4) إيجاد موانع خارجية  :

نطلب من المريض ضبط منبه قبل بداية دخوله الإنترنت بحيث ينوي الدخول على الإنترنت ساعة واحدة قبل نزوله للعمل مثلاً حتى لا يندمج في الإنترنت بحيث يتناسى موعد نزوله للعمل.

3-4) تحديد وقت الاستخدام  :

يطلب من المريض تقليل وتنظيم ساعات استخدامه بحيث إذا كان –مثلاً- يدخل على الإنترنت لمدة 40 ساعة أسبوعيًّا نطلب منه التقليل إلى 20 ساعة أسبوعيًّا، وتنظيم تلك الساعات بتوزيعها على أيام الأسبوع في ساعات محددة من اليوم بحيث لا يتعدى الجدول المحدد.

4-4) الامتناع التام  :

كما ذكرنا فإن إدمان بعض المرضى يتعلق بمجال محدد من مجالات استخدام الإنترنت. فإذا كان المريض مدمنًا لحجرات الحوارات الحية نطلب منه الامتناع عن تلك الوسيلة امتناعًا تامًا في حين نترك له حرية استخدام الوسائل الأخرى الموجودة على الإنترنت.

5-4) إعداد بطاقات من أجل التذكير  :

نطلب من المريض إعداد بطاقات يكتب عليها خمسًا من أهم المشاكل الناجمة عن إسرافه في استخدام الإنترنت كإهماله لأسرته وتقصيره في أداء عمله مثلاً ويكتب عليها أيضًا خمسًا من الفوائد التي ستنتج عن إقلاعه عن إدمانه مثل إصلاحه لمشاكله الأسرية وزيادة اهتمامه بعمله، ويضع المريض تلك البطاقات في جيبه أو حقيبته حيثما يذهب بحيث إذا وجد نفسه مندمجًا في استخدام الإنترنت يخرج البطاقات ليذكّر نفسه بالمشاكل الناجمة عن ذلك الاندماج.

6-4) إعادة توزيع الوقت  :

نطلب من المريض أن يفكر في الأنشطة التي كان يقوم بها قبل إدمانه للإنترنت؛ ليعرف ماذا خسر بإدمانه مثل : قراءة القرآن، والرياضة، وقضاء الوقت بالنادي مع الأسرة، والقيام بزيارات اجتماعية وهكذا.. نطلب من المريض أن يعاود ممارسة تلك الأنشطة لعله يتذكر طعم الحياة الحقيقية وحلاوتها.

7-4) الانضمام إلى مجموعات  :

نطلب من المريض زيادة رقعة حياته الاجتماعية الحقيقية بالانضمام إلى فريق الكرة بالنادي مثلاً أو إلى درس لتعليم الخياطة أو الذهاب إلى دروس المسجد...؛ ليكوّن حوله مجموعة من الأصدقاء الحقيقيين.

8-4) المعالجة الأسرية  :

في بعض الأحيان تحتاج الأسرة بأكملها إلى تلقي علاج أسري بسبب المشاكل الأسرية التي يحدثها إدمان الإنترنت بحيث يساعد الطبيب الأسرة على استعادة النقاش والحوار فيما بينها ولتقتنع الأسرة بمدى أهميتها في إعانة المريض ليقلع عن إدمانه.

google-playkhamsatmostaqltradent