ان الظروف المحيطة بالفرد تساهم في خلق الإحباطات لديه وخاصة في الوقت الذي لم يجد من يساعده
على ذلك، عندها يتحول هذا الإحباط إلى انهيار عصبي وهناك من يعتقد بان هذا الانهيار
ما هو إلا حالة عرضية، والحقيقة غير ذلك لان هذا الانهيار العصبي جاء
نتيجة لتراكم الحزن واليأس الذي أحاط بالفرد وشمل وسيطر على جميع خلاياه
العصبية بحيث أصبح ينظر إلى الحياة بأنها لا طعم لها، وأصبح عاجزا عن التحكم
بانفعالاته ومشاعره وأعصابه، وفقد السيطرة على توتره.
اولا) أنواع الانهيار العصبي :
تعتمد درجة الانهيار العصبي وحدته وتتدرج كما يأتي :
1 ـ الانهيار العصبي الأساسي
وهو المرتبط
بما يحمله الفرد من شعور سلبي داخلي ويشعر بأنه تحت وطأة مصاعب الحياة التي يعيشها
وبأنه لا يستطيع تحملها، كما تكون ميكانزمات جسمه عاجزة عن التأقلم معها عندما
يتعرض للانهيار العصبي الشديد ويساهم ذلك في تغيير مسيرة حياته أو إصابته
بأمراض خطيرة أو موته.
2 ـ الانهيار العصبي الشديد
وينتج عن تعرض الفرد
لمشاكل قد حفرت اخاديد في عقله الباطني بحيث يكون في اشد حالات التوتر وينفجر لأقل
مشكلة او اثارة يتعرض لها وهذه الدرجة يطلق عليها بالانهيار العصبي التام.
3 ـ النوع الثالث من الانهيار العصبي
ان هذا الانهيار يصيب
المرفهين الذين ينقصهم الاستعداد النفسي لتحمل اي هزة يتعرضون لها نتيجة
للدلال الذي يعيشون فيه والرفاهية التي تحيط بهم وعندما يتعرضون لأي مشكلة حتى لو
كانت بسيطة فإنهم ينهارون وخير مثل على ذلك الأمريكي الذي انتحر عندما لم يحصل على
بطاقة الدخول إلى السينما ومشاهدة الفيلم الذي كان شديد الرغبة في مشاهدته.
ثانيا) أسباب الانهيار العصبي :
هناك أسباب عديدة تلعب دورا
مهما في الانهار العصبي منها ما يلي :
1ـ فقدان عزيز بشكل مفاجئ
ولم يكن الفرد متوقعا أو مستعدا لذلك نفسيا.
2ـ الرسوب في الامتحان.
3ـ الطلاق ويكون أثره على
المرأة اشد وتزداد تلك الشدة إذا كان لديها أطفال ولم يكن لها معيل آخر.
4ـ الإصابة بالأمراض
النفسية كالقلق والكآبة والاضطرابات النفسية المختلفة.
5ـ التغيير المفاجئ في
الحياة كفقدان الوظيفة أو الإفلاس أو انكشاف أمر الفرد إذا كان يتاجر في المحرمات
مثلا.
6ـ سيطرة الأفكار
المتشائمة على العقل خاصة لدى المكتئبين.
7ـ معرفة حقيقة المرض
الذي يحمله الفرد كالإصابة بالسرطان أو الايدز وغيرها من الأمراض الخطيرة.
8ـ تباعد المحبين وشدة
الخلاف بينهم.
9ـ ضياع أحد أفراد
العائلة أو اغتياله أو سجنه.
ثالثا) مؤشرات المرض :
من مؤشرات ونتائج الانهيار
العصبي ما يلي:
1ـ الكآبة والحزن الشديد.
2ـ سيطرة التشاؤم على
الفرد.
3ـ فقدان الوزن.
4ـ فقدان الشهية.
5ـ سيطرة الشك وفقدان
الثقة بالآخرين.
6ـ الشعور بالفشل.
7ـ الشعور بالتعب لأقل
جهد يقوم به المرء.
8ـ اضطراب النوم.
9ـ إهمال النظافة
والعناية بالهندام.
10ـ فقدان الاهتمام
بالحياة.
11ـ سيطرة التوتر
والعصبية.
12ـ فقدان الاهتمام
بالآخرين وكراهيتهم.
13ـ البكاء المستمر
والهستيريا.
14ـ الشكوى المستمرة من طرف المريض.
15ـ الإصابة بالأرق
الشديد.
16ـ فقدان أي هدف في
الحياة.
17ـ الكوابيس أثناء النوم
المضطرب.
18ـ الشعور بعدم الأهمية.
19ـ فقدان النشاط
الاجتماعي.
20ـ برود العاطفة أو
الحساسية الشديدة.
21ـ فقدان التركيز
وأحيانا الذاكرة.
رابعا) علاج الانهيار العصبي :
ولمعالجة هذا النوع من المرض الخطير الذي يدمر حياة الانسان، عليك باتخاذ ومتابعة ما يلي:
1ـ مراجعة الطبيب
المختص
2ـ تناول الأدوية المضادة
لذلك الانهيار.
3ـ معرفة السبب الأساسي
لهذا الانهيار.
4ـ الاهتمام بالعلاج
النفسي المعرفي والسلوكي.
5ـ محاورة المريض والتعرف على مشكلته بطريقة هادئة ولطيفة.
6ـ تهدئة الأعصاب وذلك
بتخفيف المشكلة التي سببت الانهار العصبي.
7ـ اصطحاب المصاب إلى
أماكن الترفيه والتسلية البريئة.
8ـ تجنب تركه لوحده لكي لا يفكر في ما لا ينفعه.
9ـ تجنب إجباره على
القيام بأي نشاط يرفضه.
10ـ تقديم له الهدايا
التي يحبها.
11ـ الاحتفال بأية مناسبة
تتعلق به لغرض إشعاره بالأهمية.
12ـ تغيير البيئة التي هو
عليها قدر الإمكان.
13ـ تشجيعه على ممارسة
التمارين الرياضية البسيطة.
14ـ مساعدته على ممارسة
تمارين الاسترخاء.
15ـ تدريبه على ممارسة
تمارين التنفس.
16ـ تشجيعه على اخذ حمام
دافئ أو وضع قدميه -على الأقل- في ماء دافئ.
5ـ وأهم هذه العلاجات هو إحاطة المريض بالحب والحنان.