عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "طهور إناء أحدكم إذا ولغ فيه الكلب أن يغسله سبع مراتٍ، أُولاهن بالتراب" رواه مسلم.
في هذا الموضوع سنبين جانبا من الاعجاز العلمي في الحديث السابق. لأن علماء الفقه والحديث وقفوا منه موقف المستغرب؛ إذ كيف يكون التراب مطهِّرًا وهو الذي يجعل الشيء الذي يلامسه متسخًا لا نظيفًا! ووقف أكثرهم من هذا الحديث بأنه أمر تعبدي لا يناقش فيه، ولا يسأل عن علة هذا المسح بالتراب لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمرنا بذلك، فنحن نسمع ونطيع، ونغسله بالتراب، ولو لم نعرف العلة في ذلك، اتباعًا للنبي.
ولكن في القرن العشرون بدأت دراسات وبحوث وظهرت كذلك أدوات متقدمة تيسر البحث، وتبين أمورًا كان من الصعب على الناس أن يصلوا إليها فيما مضى دون هذه الأدوات المتقدمة المتطورة.
في بحث قام به أحد الأطباء الباكستانيين وجد أن داء الكلب وجراثيمه مهما غسلت بالماء فإن الماء لا يذهب بها، فإذا مسحت بالتراب، فإن التراب يذهب بها ولا يُبقي في الإناء أثرًا لها، وكذا إذا كان الكلب يحمل جراثيم أمراض أخرى، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما أخبر به، وأمر المسلمين أن يتخذوا وقاية لهم من الأمراض، سبقًا علميًّا لا مثيل له في عالم الطب الوقائي.
فهذا الاثبات العلمي لغسل الاناء بالتراب في القرن الماضي يثبت صدق نبوة محمد عليه افضل السلام الذي جاء في الحديث أعلاه، إذا فالسُّنة النبوية مملوءة بالإعجاز العلمي، الذي يزيد المؤمن إيمانًا بالله تعز وجل.