random
مقالات عشوائية :

الزنى يدمر البيوت والمجتمعات

الصفحة الرئيسية

 

إنه كان فاحشة وساء سبيلا

 

          لقد انتشرت الأمراض الجنسية بطريقة مخيفة ومقلقة في بعض الدول التي أباحت الزنى والعلاقات الجنسية الشاذة، وقد دافعت عنه في مؤتمري السكان في كل من القاهرة وبكين، وأرادوا إباحة الإجهاض الآمن للمراهقات، وممارسة الجنس الآمن، والشذوذ الجنسي بين المثليين، وقد وقفت الدول الإسلامية بشدة ضد هذه الفوضى الجنسية وعارضت مقررات مؤتمري السكان في القاهرة وبكين.

 

النهي عن القرب من الزنى :

قال تعالى : (وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً)  الإسراء الآية 32.

قال الشيخ عبدالرحمن بن السعدي رحمه الله في تفسير هذه الآية : 'النهي عن قربانه أبلغ من مجرد فعله، لأن ذلك يشمل النهي عن جميع مقدماته ودواعيه، فإن من حام حول الحمى يوشك أن يقع فيه، خصوصاً هذا الأمر الذي في كثير من النفوس أقوى داع إليه، ووصفه الله تعالى وقبحه بأنه (كان فاحشة)، أي إثما يستفحش في الشرع والعقل والفطرة، لتضمنه التجرؤ على الحرمة في حق الله، وحق المرأة، وحق أهلها أو زوجها -وحق الرجل وزوجته وأهله- وإفساد الفراش واختلاط الأنساب وغير ذلك من المفاسد، (وساء سبيلا) أي بئس السبيل سبيل من تجرأ على هذا الذنب العظيم'.


الزنى فيه اعتداء على الغير :

وفي الزنى اعتداء على الأعراض وهذا تأباه النفوس السوية وتمقته، وفيه إفساد للحياة الزوجية والعلاقة الزوجية الخاصة بين الزوج والزوجة، وافساد للعلاقات الأسرية، وإدخال في الورثة من ليس منهم، وقد يتزوج الأخ أخته وهو لا يدري، وإدخال غرباء على البيوت وخلط غير شرعي للجينات وجزيئات DNA، وعندما يكتشف الولد بالتقدم العلمي أنه ليس ابن أبيه فقد يقتل أمه ويقتل أباه، وعندما يعلم الأب والأخ بزنى أخته فإنه يقتلها ويزج به في السجن، وفوق كل ذلك الزنى ينقل الأمراض الجنسية للزوجات البريئات وللأزواج العافين وللأجنة والأولاد، والأقرباء. لذلك حرم الله تعالى مقدمات الزنى من النظر للمحرمات، وحفظ العورات، وعدم إبداء الزينة لغير المحارم، ونظم الإسلام دخول الأبناء على الآباء وقت الظهيرة وبعد صلاة العشاء وقبل صلاة الفجر، وحرم النظر لعورات البيوت، وحرم الخلوة بالمرأة الأجنبية أو سفرها سفراً طويلا من دون محرم، وأمر المجتمع المسلم بتيسير عمليات الزواج، وبذلك تميزت المجتمعات الإسلامية بعدم انتشاء الأمراض الجنسية الناتجة عن العلاقات الجنسية المحرمة فيها، ومعظم الأسر الإسلامية في مأمن من انتشار الأمراض المرتبطة بالزنى كالزهري والسيلان والايدز وسرطانات عنق الرحم، كما حرم الخمور، والمسكرات والمفترات، وهذا ما تسعى الدول الغربية وأمريكا إلى هدمه في ديارنا.


الزنى وغير المسلمين :

والعَلمانيون -بفتح العين- والليبراليون العرب يستهزئون من عفة ولباس المرأة المسلمة، والتزامها بعدم الاختلاط والخلوة، وقد نادى بعض المستغربين بتقليد الغرب في كل شيء حتى في أمراضه الجنسية، وكل هذا لإشاعة الفاحشة في المجتمعات الإسلامية كما أشاعوها في المجتمعات الغربية والله تعالى يقول : (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) النور الآية 19. وعلينا معشر المسلمين أن نعلم جيدا أن الكتابات الإباحية، والأفلام الإباحية، والفضائيات الإباحية، والمنتجعات والشواطئ الإباحية، ونوادي العراة ومظاهرات الشواذ جنسيا، كلها محاولات لتحطيم الممانعة الخلقية في المجتمعات الإسلامية، وتحطيم مناعتنا الخلقية لننهزم أمامهم، ونهمل الأسرة والزواج الشرعي، والأخلاق الفاضلة ونجري خلف الرغبات الحيوانية مع تعليم الأبناء أن الحياة أرحام تدفع وأرض تبلع وما يهلكنا إلا الدهر، وأن الحياة خلقت بالمصادفة وتطورت بالطفرة والانتخاب الطبيعي وفق الحاجات الحيوانية المادية للإنسان والكائنات الحية.


المطلوب من المسلمين :

 وهذا ما يجب علينا -نحن المسلمين- الوقوف بكل حزم ضده، وعلى شبابنا التصدي لهذا الفكر العَلماني -بفتح العين- الإباحي المادي، وعلى الآباء تربية الأبناء التربية الخلقية وتيسير تكاليف الزواج والمحافظة على العلاقات الأسرية وصلة الأرحام والتمسك بالإسلام ليأتي اليوم الذي لا يجد العالم الغربي له مخرجا مما هو فيه من فساد خلقي وانهيار أسري إلا باعتناق الإسلام واتباع هدي خير الأنام، وصدق الله العظيم القائل : (وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً) الإسراء الآية 32، فهو طريق الهلاك وانتشار الأمراض الجنسية والنفسية والاجتماعية والحيوية الخطيرة.



google-playkhamsatmostaqltradent