في عالم الفتاة ينشأ معها مع قطرات الحليب شيء
يقال له 'الأنوثة' يجري في دمها، ويخالط روحها، وينام ويستيقظ معها.
ولازالت بعض الفتيات العفيفات تتميز بهذا الدم
العظيم ' الأنوثة'.
لكن ومع تتابع السنون، وتوالي الفصول الأربعة،
وزيادة مواقع التواصل وقنوات الفسق تبدأ شجرة الأنوثة تساقط أوراقها.
وفي متابعةٍ سريعة لمواقع التواصل تجد سرعة
الفتيات في نزع لباس الأنوثة عبر وضع الصور التي لا تليق بفتيات الصحابة
وحفيدات خذيجة.
وفي جولةٍ لذلك السوق تشاهد عينيك ألبسةً لم
تكن تلبسها عائشة ولا فاطمة رضي الله تعالى عنهما.
عباءات لا تناسب الأنوثة والحياء الذي رضعته
تلك الفتاة من أمها أو من أمهات الحياء والحياة.
وحينما تنظر لذلك الشارع تجد بعض الفتيات تمشي
بطريقةٍ تخالف قواعد الأنوثة، فكأنك تشاهد رجلاً يمشي لا فتاةً رقيقةً.
وفي زيارات النساء تشتكي العفيفات من تجاوز
قواعد الأنوثة لدى بعض النساء، فهنّ يشاهدن فتيات يشابهن الرجال في الأصوات
والغلظة والجلسة وطريقة الكلام.
وفي بعض المطارات الدولية تسقط عينيك على فتيات
رمين بالحجاب عند مدخل ذلك المطار، فلا خوف من الله ولا التزام بقواعد الأنوثة
والحياء.
مهلاً يا ملكة الأنوثة، رويداً بأنوثتك يا سيدة
الحياء، صدقيني هذه الأخلاق والعادات لا تناسب طبيعتك التي اختارها الله لك قبل أن
يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة.
يا راعية الحياء، حافظي على رقتك وعاطفتك
وحياءك، وزيني جمال بشرتك بهدوء الإناث لا بصبغات المكياج التي تختفي عند
قطرات الماء.
يا ملكة جمال بيتك، البسي رداء الأنوثة والحياء
فهو أجمل ثوب.
أختاه، نحن الرجال نرفض كل امرأة تقلدنا في
طبيعتنا، لأننا لا نريد رجلاً آخر في بيوتنا.
زوجك يحب بسمة الإناث لا صياح الدواب في البيت.
بناتك يترقبن سمات الحياء في كل تصرفاتك، ولكنك
في غفلةٍ عنها بسبب لبس القصير وملاحقة الموضات التي تتساقط عند عتباتها أنوثتك.
هذا رجل قال لإحدى قريباته وهي في الثانية عشر
من عمرها، لماذا تلبسين عباءة تكشف ذراعك حتى أعلاه؟ قالت ببراءة الطفولة :
أمي اشترتها لي.
حينها أدار وجهه لكي لا ترى في عينيه رفضه
لحياء أمها.
كم من فتاةٍ نشأت بين أحضان أم قد نزعت كل
مظاهر الأنوثة والحياء والعاطفة من بيتها، فأخرجت لنا فتيات فارغات من أدبيات
الإناث.
ولكن ومع كل ذلك الأسى، لازال هناك نساء قد
امتلأن بماء الأنوثة وترياق الحياء.
فهناء نساء ممن تجاوزن الخمسين وهن يتمتعن
بأنوثةٍ عجيبة ينكسر القلم عن كتابة سطورها.
ختاماً، يا ابنتي، يا أمي، يا أختي، رفقاً بماء
الحياء الذي يخالط دمك، واتركيه يجري في الحياة لعله يعيد لبعض فتياتنا الحياء.