random
مقالات عشوائية :

اسرة سعيدة اثناء الحجر الصحي

الصفحة الرئيسية
اسرة سعيدة اثناء الحجر الصحي

أسرة سعيدة اثناء الحجر الصحي،


في هذه الأيام يعيش العالم كله ظاهرة انتشار فيروس كورونا -العدو الذي لا يرى بالعين- وجل الاسر في منزلها مطبقة ما يسوى بالحجر الصحي، حيث كل افراد الاسرة في منزلهم 24 ساعة على 24 ساعة، وهذا لم تألفه اية اسرة لأن كل واحد منهم يذهب الى عمله -الاب في وظيفته او شغله، والابناء في المدرسة، والام في المنزل او في وظيفتها- ولا يجمعهم الا الأكل او الليل. نعم ان النظام قد تغير عليهم لذا وجب على كل واحد منهم ان يصبر ويتسامح ويتغافل... حتى لا يؤدي ذلك الى عنف اسري وخاصة بين الاب والام. وفي هذا الصدد  كتب الأستاذ كريم الشاذلي في كتابه «لغات الحب» عن مجموعة من السلوكيات الرائعة في الحياة الزوجية إليكم بعضا منها : 

1) الشكر : 

هل هو بالشيء الثقيل على النفس؟ أن تشكر من قدم لك معروفا ولو كوب ماء. والنبي صلى الله عليه وسلم يسهل علينا الأمر فيقول في الحديث الصحيح : "إذا قال الرجل لأخيه جزاك الله خيرا فقد أبلغ في الثناء". فماذا يضرك لو قلتها لزوجتك كلما فعلت شيئا جميلا حتى وإن كان بسيطا؟ ماذا تخسرين لو قلتها لزوجك على ما يقدمه لك وإن كان صغيرا أو حتى من واجباته كزوج. 
إن مستوى رقي وتحضر الأمم والشعوب والأفراد يقاس بترمومتر الشكر! فلن تجد مجتمعا راقيا إلا ويغلب على أبنائه مفردات الشكر والثناء والبيت الذي يشكر فيه الزوج الزوجة والزوجة زوجها بل ويشكر الأب والأم والأبناء، ويعلمهم شكر من قدم لهم خيرا هو بيت خطا الخطوة الأولى في طريق نشر الاحترام داخل جنباته. 

2) احترام الميول والهوايات : 

وارد جدا أن يكون لكل طرف هوايات واهتمامات تختلف عن شريك حياته، هنا يجب أن أحترم وأقدر هذه الميول والاهتمامات ولا أسخر منها حتى وإن كنت أراها اهتمامات غير ذات أهمية أو قيمة. إن احترام هوايات الطرف الآخر وتقدير ميوله لشيء في غاية الأهمية في زرع الاحترام في البيت. 

3) احترام الشريك في غيابه : 

عندما يصل إلى أذن شريك الحياة خبر يستشعر من ورائه أن شريك الحياة تحترم غيبته وتحفظ له قدره، فان ذلك سيزيد مقدار الاحترام والتقدير بداخله. حكت السيدة أسماء بنت أبي بكر موقفا عجيبا في هذا الشأن وذلك أنها كانت تحمل النوى على رأسها ذات يوم وتسير في جو حار خانق فرآها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو راكب راحلته فلما عرفها أشفق عليها وأناخ راحلته ليركبها خلفه، تقول : 'تذكرت غيرة الزبير فاستحيت وامتنعت فأخذ مني قفة النوى وحملها عني'.
 نعم الموقفين أي ما فعل الرسول صلى الله عليه وسلم وما فعلت أسماء بنت ابي بكر.
دعونا نتوقف أمام هذا المشهد قليلا، الزوجة هنا احترمت غيرة زوجها مع العلم أن هذا نبي الله وغيرة الزبير من النبي صلى الله عليه وسلم أمر صعب لكن الاحترام هنا لرأي شريك الحياة وتقدير مشاعره كان هو محرك أسماء رضي الله عنها. إن الواحد منا يجب أن يعتز بشريك حياته ويراعي شخصيته ويقدره أمام الآخرين ولا يسمح لأي شخص أن يتحدث عنه بشكل غير مناسب أو به شبهة استخفاف. 

 4) زرع الاحترام في نفوس الأبناء : 

الأب الذي يسخر من الأم في حضرة الأبناء ولا يحترم مقدارها في نفوسهم، هو رجل يغرس في نفوس أبنائه بذرة العقوق وينميها. والأم التي تستهين بالأب فلا تقيم لكلامه ولا لأوامره وزنا هي أم تزرع الفوضى والهمجية في الأسرة، وتعبث بأعمدة البيت وقواعده. من الأهمية أن نغرس في قلوب الأبناء حب الطرف الآخر واحترامه وعدم السماح لأحد من الأبناء من أن يتفوه بكلمة أو يقوم بإشارة فيها انتقاص ولو بسيط من مقداره.


وفي الأخير، على كل فرد من افراد الاسرة أن يستغل هذه الفترة الخاصة بالحجر الصحي لكي يتعرف جيدا على اسرته، ونعلم جميعا أن الله أمرنا بالإحسان والاعتناء بالاسرة، والابتعاد عن العنف لأنه يولد الانفجار والندم، لكن لا ينفع الندم  أحدا، لذا ما علينا الا الاعتذار والتسامح والصبر فيما بيننا -اقصد افراد الاسرة الموجودين في الحجر الصحي-  لكي نتعلم ونعرف أشياء نجهلها.
 ونطلب من الله عز وجل أن يذهب ويمنع عنا هذا الفيروس وأن يحفظ الجميع من كل سوء واي مكروه، وأن يفرج عنا انه على كل شيء قدير، ولنعلم جيدا أن مع العسر يسرا وأن بعد الظلام نور فلا نيأس من قدر الله لأن الفرج آت وقريب باذن الله.

google-playkhamsatmostaqltradent