random
مقالات عشوائية :

احكام تتعلق بشهر رجب

الصفحة الرئيسية
الحجم
محتويات المقال

احكام تتعلق بشهر رجب


 
 
    لشهر رجب أحكام كثيرة تتعلق به، فمنها ما كان في الجاهلية واختلف العلماء والفقهاء في استمراره كتحريم القتال وكالذبائح المعينة، ومنها ما استجد في الإسلام كالصلاة والصيام والعمرة وغيرها. 


1) القتال فيه :

     قد سبق ذكر خلاف العلماء في حكم القتال في الأشهر الحرم وهل تحريمه باق أو نسخ.

 

2) الذبح فيه :

       أما بالنسبة للذبائح، فإنهم كانوا في الجاهلية يذبحون ذبيحة يسمونها العتيرة. واختلف العلماء في حكمها في الإسلام؛ فالأكثرون على أن الإسلام أبطلها وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "لا فرع ولاعتيرة" رواه البخاري ومسلم.

 

ومنهم من قال : بل هي مستحبة، منهم ابن سيرين وحكاه الإمام أحمد عن أهل البصرة.

 

وجاء في ذلك عدة أحاديث في السنن، اعتنى بجمعها النسائي في سننه وترجم لها بكتاب الفرع والعتيرة، ثم عقد بابا لتفسير الفرع وبابا لتفسير العتيرة في سننه.

 

   فمن رأى مشروعيتها استدل بهذه الأحاديث، وهؤلاء جمعوا بين هذه الأحاديث وبين حديث "لا فرع ولا عتيرة" بأن المنهي عنه هو ما كان يفعله أهل الجاهلية من الذبح لغير الله، وحمله سفيان بن عيينة على أن المراد به نفي الوجوب. ومن العلماء من قال : حديث أبي هريرة أصح من هذه الأحاديث وأثبت فيكون العمل عليه دونها وهذه طريقة الإمام أحمد. 

 

   ويشبه الذبح في رجب اتخاذه موسما وعيدا، كأكل الحلوى ونحوها. وقد روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه كان يكره أن يتخذ رجب عيدا.

 

   وأصل هذا : أنه لا يشرع أن يتخذ المسلمون عيدا إلا ما جاءت الشريعة باتخاذه عيدا وهو يوم الفطر ويوم الأضحى وأيام التشريق وهي أعياد العام ويوم الجمعة وهو عيد الأسبوع، وما عدا ذلك فاتخاذه عيدا وموسما بدعة لا أصل له في الشريعة.

 

3 ) الصلاة فيه :

      فأما الصلاة فلم يصح في شهر رجب صلاة مخصوصة تختص به، والأحاديث المروية في فضل صلاة الرغائب في أول ليلة جمعة من شهر رجب كذب وباطل لا تصح، وهذه الصلاة بدعة عند جمهور العلماء. وممن ذكر ذلك من أعيان العلماء المتأخرين من الحفاظ أبو إسماعيل الأنصاري وأبو بكر بن السمعاني وأبو الفضل بن ناصر وأبو الفرج بن الجوزي وأبو الفرج بن رجب وغيرهم، وإنما لم يذكرها المتقدمون لأنها أحدثت بعدهم وأول ما ظهرت بعد الأربعمائة فلذلك لم يعرفها المتقدمون ولم يتكلموا فيها.

 

4) الصيام فيه :

      وأما الصيام فلم يصح في فضل صوم رجب بخصوصه شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه. وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أمر رجلا أن يصوم الحرم، رواه أبو داود والنسائي في الكبرى وابن ماجة وأحمد والبيهقي وغيرهم من طريق أبي السليل عن مجيبة الباهلية عن أبيها أو عمها مرفوعا، وقيل : أبي مجيبة الباهلي. والأرجح أنها امرأة وفيها جهالة، وهذا علة الحديث.

 

   وقد كان بعض السلف يصوم الأشهر الحرم كلها منهم ابن عمر والحسن البصري وأبو إسحاق السبيعي.

 

   وخرج ابن ماجه بإسناد فيه ضعف عن ابن عباس : أن النبي صلى الله عليه و سلم نهى عن صيام رجب. والصحيح وقفه على ابن عباس كما أخرجه عبد الرزاق في المصنف.

 

   وعن ابن عباس أنه كره أن يصام رجب كله، وعن ابن عمر وابن عباس أنهما كانا يريان أن يفطر منه أياما، وكرهه أنس أيضا وسعيد بن جبير. وكره صيام رجب كله يحيى بن سعيد الأنصاري والإمام أحمد وقال : يفطر منه يوما أو يومين، و حكاه عن ابن عمر وابن عباس. وقال الشافعي في القديم : أكره أن يتخذ الرجل صوم شهر يكمله كما يكمل رمضان، واحتج بحديث عائشة : 'ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل شهرا قط إلا رمضان' قال : و كذلك يوما من بين الأيام، وقال : إنما كرهته أن لا يتأسى رجل جاهل فيظن أن ذلك واجب، وإن فعل فحسن.

 

   وتزول كراهة إفراد رجب بالصوم بأن يصوم معه شهرا آخر تطوعا عند بعض الفقهاء، مثل أن يصوم الأشهر الحرم، أو يصوم رجب وشعبان. وقد جاء عن ابن عمر وغيره صيام الأشهر الحرم والمنصوص عن أحمد أنه لا يصومه بتمامه إلا من صام الدهر.

 

5) العمرة فيه :

     وأما الاعتمار في رجب فقد روى ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم اعتمر في رجب فأنكرت ذلك عائشة عليه وهو يسمع فسكت.

 

   واستحب الاعتمار في رجب عمر بن الخطاب رضي الله عنه وغيره، وكانت عائشة تفعله وابن عمر أيضا، ونقل ابن سيرين عن السلف أنهم كانوا يفعلونه؛ فإن أفضل الأنساك أن يؤتى بالحج في سفرة والعمرة في سفرة أخرى في غير أشهر الحج، وذلك جملة إتمام الحج والعمرة المأمور به. كذلك قاله جمهور الصحابة : كعمر وعثمان وعلي وغيرهم.

 

6) الدعاء فيه :

     ورد في الحديث عن أنس قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل رجب قال : "اللهم بارك لنا في رجب وشعبان، وبلغنا رمضان" رواه أحمد وابن السني في عمل اليوم والليلة والبزار في كشف الأستار، لكن الحديث ضعيف؛ لأن في إسناده زائدة بن أبي الرقاد وهو منكر الحديث.

 

7) حوادث رجب :

      روي أنه في شهر رجب حوادث عظيمة ولم يصح شيء من ذلك. فروي أن النبي صلى الله عليه وسلم ولد في أول ليلة منه وأنه بعث في السابع والعشرين منه، وقيل في الخامس والعشرين ولا يصح شيء من ذلك.

 

وروى بإسناد لا يصح عن القاسم بن محمد أن الإسراء بالنبي صلى الله عليه وسلم كان في سابع وعشرين من رجب، وأنكر ذلك إبراهيم الحربي وغيره.

 

و روي عن قيس بن عباد قال في اليوم العاشر من رجب : ' يمحو الله ما يشاء ويثبت' وكان أهل الجاهلية يتحرون الدعاء فيه على الظالم وكان يستجاب لهم ولهم في ذلك أخبار مشهورة قد ذكرها ابن أبي الدنيا في كتاب مجاب الدعوة وغيره.

 

8) رجب مفتاح اشهر الخير والبركة :

      قال أبو بكر الوراق البلخي : شهر رجب شهر للزرع وشعبان شهر السقي للزرع ورمضان شهر حصاد الزرع وعنه قال : مثل شهر رجب مثل الريح ومثل شعبان مثل الغيم ومثل رمضان مثل القطر وقال بعضهم : السنة مثل الشجرة وشهر رجب أيام توريقها وشعبان أيام تفريعها ورمضان أيام قطفها والمومنون قطافها جدير بمن سود صحيفته بالذنوب أن يبيضها بالتوبة في هذا الشهر وبمن ضيع عمره فيما يغضب الله أن يغتنم فيه ما بقي من العمر.

 

    بيض صحيفتك السوداء في رجب

                        بصالح العمل المنجي من اللهـب

    شهر حرام أتي من أشهر حــرم  

                        إذا دعا الله داع فيه لم يخـب

    طوبى لعبد زكى فيه له عمــــل  

                       فكف فيه عن الفحشاء والريـب

  

انتهاز الفرصة بالعمل في هذا الشهر غنيمة، واغتنام أوقاته بالطاعات له فضيلة عظيمة.

 

google-playkhamsatmostaqltradent