random
مقالات عشوائية :

خطبة الجمعة : وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه

الصفحة الرئيسية
وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه

     ألقى الأستاذ فتح الله بلحسن خطبة بمسجد الشهباء بمدينة سلا وذلك يوم الجمعة 26 ربيع الاول 1439 الموافق ل 15 دجنبر 2017  بعنوان 'وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه'، وهذا نصها :

  

الحمد حمد الشاكرين لرب العالمين، مفرج الكروب ومنزل الغيث المطلوب تفضلا منه ونعمة.

وأشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له في ربوبيته ولا في ملكه فهو الرحيم الرزاق مفيض النعم على الخلائق دون استثناء.

وأشهد أن سيدنا ومولانا محمدا عبده ورسوله علمنا ان التوجه الى الله بالدعاء محلية لكل خير ودافع لكل شر، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد فيا أيها الإخوة المومنون إن الخير كل الخير في التمسك  بحبل الله المتين الذي لا ينفصم وإن الخير في التوكل على الذي لا اله الا الله هو رب العرش العظيم الذي لا يخَيِّبُ من امله ولا يخدل من سأله بصدق لا يشرك معه غيره، وان الخير كل الخير في الاعتصام بحبل الله المتين يقول تعالى : (واعتصموا بحبل الله  جميعا ولا تتفرقوا) والاعتصام لابد ان يكون في سلامة العقيدة والتمسك بها  في صفاء  ونقاء على نهج الكتاب والسنة إذ بهما تتحقق مقتضيات لا اله الا الله  محمد رسول الله فهي التي جمعت المسلمين وجعلتهم دولة مُهابة سيطرت على المشارق  والمغارب ووحدت حولها العرب بعد شدة الفرقة والتشرذم، ولما انعم الله على المسلمين  بهذا الدين وبهذه الكلمة لا اله إلا الله  محمد رسول الله تمسكوا بها وعملوا  بها، لم تستطع قوة ان تهزمهم بل سيطروا على الدنيا ونشروا دين الله في سائر الأمصار  وإننا إذ نعلم انه لن يصلح أمر هذه الأمة إلا بما صَلَح به أولها، الأمر الذي يتطلب من الجميع  ان يوحدوا مناهجهم على مقتضى لا اله إلا الله محمد رسول الله، قال تعالى: (وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم  به لعلكم تتقون)، فالدعوة هنا للحذر من الفرقة والاختلاف في الرأي ومن تغليب الشهوات ولنعلم  ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "انه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم  بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجد  وإياكم ومحدثات الأمور، فان كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار".

وهذا هو المنهج القويم الذي ينبغي التمسك به والذي لا يخضع لمناهج مختلفة تحت مسميات متعددة بتخطيط من أعداء الإسلام  الذي يهمهم  القضاء على الوحدة الإسلامية  وعلى المسلمين، فلا بد أيها المومنون من الوحدة  حول كتاب الله وسنة رسوله لمن  أراد النجاة في الدنيا والآخرة، وإذا أخذنا بهذا الخط القويم الذي تركنا عليه رسول الله  صلى الله عليه وسلم الذي قال : "تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها  لا يزيغ عنها  إلا هالك"، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم  محذرا الناس من الخلافات والانقسامات ومبينا أضرار ذلك  ومآل الناجحين من ذلك فقال : "افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة وافترقت النصارى على اثنى وسبعين فرقة وستتفرق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار الا واحدة" قالوا من هي  يا رسول الله؟ قال : "ما كان على مثل ما انا عليه اليوم وأصحابي" وهذا ما يؤكد ان لا نجاة لنا باتباع  الرسول صلى الله عليه وسلم وما كان عليه أصحابه الكرام من المهاجرين والأنصار قال تعالى : (والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والتابعون لهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه، واعد لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا، ذلك هو الفوز العظيم).

ولابد لكل من يومن بالله ورسوله وكتابه المبين من سلوك منهجهم والسير على طريقهم. وذلك لعمري هو الملاذ والملجأ المؤدي إلى تحقيق قول العلي العظيم: (إنما المومنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون).

وان ما تعيشه الأمة الإسلامية في هذه الفترة ليتطلب التمسك بما يحفظ لهذا الدين سموه وقداسته وهذا مطلوب من الجميع. وعلى أولي الحل والعقد الاتفاق على كلمة سواء، وهو من ظهر بعد الاعتداء على القدس الشريف بقرارات جائرة رفضه جل المجتمع الدولي. وقد شرفنا أمير المومنون بمساعيه الحميدة بوصفه رئيس لجنة القدس وبالأدوار التي يقوم بها حفظه الله للدفاع عن مقدسات المسلمين.

 

نرجو الله ان يحفظه ويوفق مساعيه الخيرة لما فيه خير الإسلام والمسلمين انه سميع مجيب ءامين وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين.

 

google-playkhamsatmostaqltradent