القى الاستاذ فتح الله بلحسن خطبة بمسجد الشهباء بمدينة سلا يوم 03 ربيع الاول 1441 الموافق ل 01 نونبر 2019 بعنوان : "المسيرة الخضراء"، وهذا نصها :
الحمد لله الذي أكرم الأمة
المحمدية بدين الإسلام، وجعلها أمة التوحيد والإيمان والوحدة والحق وصلاح الأعمال.
وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له قدر للأمة أن
تكون أمة الصبر والتضحية في سبيل الله وإعلاء كلمته والكفاح من اجل المبادئ
السامية التي تقر وحدة الأمة وتباتها على الحق والدين كلما دعا الواجب الوطني.
وأشهد أن سيدنا محمدا رسوله حث أمته على أن تتعاون
وتتكامل فيما بينها على الخير والتقوى
وعلى كل ما فيه صلاح أمرها في الدين والدنيا صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الذين
وقفوا في وجدة الضلال والفساد، وعملوا على ان تكون كلمة الله هي العليا مضحين في
سبيل ذلك بكل غال ونفيس رضي الله عنهم أجمعين.
أما بعد فيا امة الإسلام ويا أتباع سيدنا محمد خير الأنام
يقول تبارك وتعالى في محكم كتابه : (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) ويقول
سبحانه : (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ) ويقول
سبحانه : ( إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء
والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون). ايها
المؤمنون لقد جمعت هذه الآيات البينات جملة من المبادئ الإسلامية التي ينبغي للإنسان
ان يعيش على ضوئها ويسير في مسارها.
وانطلاقا من هذه القناعة الإيمانية والعقيدة الدينية
الراسخة فان من الذكريات التي يذكرها المغاربة قاطبة في هذا الشهر ويستحضرون
بمنتهى السرور والاعتزاز والفرح والابتهاج ذكرى من أعز ذكرياتهم الوطنية، وأعظم أيامهم المجيدة، انها ذكرى انطلاق
المسيرة الخضراء المظفرة، تلكم الذكرى التي تحضرنا في اليوم السادس من نونبر كل سنة، منذ سنة خمس وسبعين
وتسعمائة وألف ( 1975).
وحين نتذكر ذلك نستحضر ذلك الحماس الشعبي المنقطع النظير
والاستجابة التلقائية لهذه الأمة كلما دعا واجب التعبئة من اجل الوطن وحريته ووحدة
ترابه وبناء استقلاله على أسس من المساواة
وتكافئ الفرص وهذا ما عمل على استباتة
الملك المرحوم الحسن الثاني طيب الله تراه وما يسعى إليه بكل جدية واقتدار أمير
المؤمنين سيدي محمد السادس نصره الله وأعانه على ما يحدثه ويرعاه من مشاريع إنمائية لصالح الطبقات المحرومة في المداشر
والقرى والتي يستبشر بها رعايا جلالة الملك لما يلحظونه من اهتمام أمير المؤمنين
بالعديد من المنشآت والمشاريع لصالح المواطنين على اختلاف طبقاتهم وتعدد حاجياتهم.
أيها الإخوة المؤمنون إن المسيرة القرآنية الخضراء
المظفرة بحول الله وعونه كانت فتحا مبينا
ونصرا عزيزا للمغرب والمغاربة وسيظل على مر
السنين وعلى تعاقب الأعوام والأجيال عملا جليلا وأثرا عظيما وذكرا حسنا خالدا
ادخره الله لأمير المؤمنين جلالة الحسن الثاني رحمه الله، وسيبقى حدثا بارزا في
القرن العشرين، أدهش العالم كله، وجعله ينظر إلى المغرب وملوكه العظام بكل تقدير
وإجلال واحترام، واهتمام واعتبار، وأصبحت بفضله أقاليمنا الصحراوية المغربية
المسترجعة متحررة معززة مكرمة،
تجني ثمار إنقاذها من براثن الاستعمار الاسباني وتغنم مكاسب عودتها وخضوعها إلى السلطة الشرعية
للوطن، وذلك بما صارت تنعم به من حرية وخيرات واطمئنان، وتسعد به من كرامة وعزة
واستقرار، وتشهده وتعيشه باستمرار من نمو
اجتماعي واقتصادي في كل مجال وميدان من
مجالات التربية والتعليم والصحة. ومن ازدهار في ميدان الفلاحة
والصناعة والتجارة والعمران. في ظل رائد الأمة
المغربية وقائدها الملهم المظفر جلالة الملك محمد السادس وارث سر الحسن الثاني
رحمه الله والسائر على خطاه في خدمة الشعب
والأمة والمخطط لها المشاريع الإنمائية في
كل أقاليم المملكة اعز الله أمره وخلد في الصالحات ذكره، وجعل خلاص قضيتنا الوطنية على يديه بإذن
الله.
فاتقوا الله عباد الله
واعتصموا بدينكم وحافظوا عليه واحرصوا على الوفاء بالتزاماتكم
وعهودكم مع الله ومع العباد وعلى العمل لدينكم وإسعاد بلدكم، واتقوا الله واعلموا أنكم ملاقوه وأنكم إليه راجعون، واستجيبوا
لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه
تحشرون، واستحضروا قوله سبحانه :( وأوفوا
بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الإيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا،
إن الله يعلم ما تفعلون).
نفعني الله وإياكم بالقرءان المبين، وبحديث سيد الأولين والآخرين، وأجارني
وإياكم من عذابه المهين، وغفر لي ولكم وللمسلمين أجمعين، وآخر دعوانا أن الحمد لله
رب العالمين.