توقف التنفس أثناء النوم مرض شائع جدا بين
الرجال والنساء متوسطي العمر -وبالذات الذين تجاوزوا 45 سنة- ومن أعراضه الشخير
والاختناق أثناء النوم وتقطع النوم وزيادة الرغبة في التبول خلال النوم وزيادة
النعاس أثناء النهار. كما أن بعض المرضى يشكون من جفاف الفم والحلق صباحا، وقد
يعاني البعض من الحموضة والصداع عند الاستيقاظ. ويعاني بعض المصابين من الخمول
والتعب والإرهاق نهارا.
وينتج هذا الاضطراب بسبب انسداد مجرى الهواء
العلوي بشكل متكرر أثناء النوم بصورة كاملة أو جزئية، مما يؤدي إلى انقطاع التنفس،
أو التنفس بشكل غير فعّال. الأمر الذي يؤدي إلى تقطع في النوم، وهذا التقطع بدوره
يؤدي إلى زيادة النعاس أثناء النهار. ويعرف انسداد مجرى الهواء الكلي وانقطاع
التنفس أثناء النوم، بانقطاع التنفس الانسدادي، في حين يعرف ضيق مجرى الهواء أثناء
النوم الذي لا ينتج عنه انسداد كامل لمجرى الهواء بمتلازمة زيادة مقاومة مجرى
الهواء العلوي.
ونتيجة لما يسببه توقف التنفس من نقص متكرر في
مستوى الأكسجين في الدم خلال النوم وما يصاحب ذلك من تنشيط للجهاز العصبي الخاص
بالتوتر ومن زيادة إفراز هرمونات التوتر خلال النوم مثل هرموني الكورتيزول
والأدرينالين فإن لهذا المرض إن لم يتم علاجه مضاعفات خطيرة مثل زيادة ضغط الدم
ومرض السكر وتصلب الشرايين وما يتبع ذلك من زيادة احتمال الإصابة بجلطات القلب
والدماغ. كما أن المرض يسبب قصورا في الذاكرة والتركيز وينتج عنه حدة المزاج كما
أن بعض المصابين يشكون من القصور الجنسي.
والعلاج الأساسي لهذا الاضطراب هو جهاز التنفس
المساعد السيباب الذي يرفع ضغط الهواء داخل مجرى التنفس العلوي مما يسبب فتح مجرى
التنفس البلعوم.
وقد أثبتت الأبحاث أنه يقلل نسبة المضاعفات
ليعيدها إلى النسب الطبيعية. لكن هناك 30-40% من المرضى الذين لا يتقبلون جهاز
التنفس المساعد. لذلك نوقشت طريقة جديدة لعلاج توقف التنفس أثناء النوم تعتمد على
زيادة الضغط داخل مجرى التنفس العلوي ولكن بدون استخدام جهاز التنفس المساعد. حيث
طرحت حديثا طريقة جديدة للعلاج تعرف باسم 'بروفنت'، وآلية عمل الطريقة الجديدة
تتعمد على زيادة ضغط الهواء داخل مجرى التنفس العلوي، حيث يتم وضع لاصق على فتحتي
الأنف كما يظهر في الصورة الموضحة أعلاه يحتوي على صمام يُدخل الهواء على الأنف
بسهولة ولكنه يخلق مقاومة لخروج الهواء من الأنف أثناء الزفير بسبب الصمام مما
ينتج عنه ارتفاع الضغط داخل مجرى التنفس العلوي وهذا بدوره يعمل كدعامة تفتح مجرى
الهواء العلوي (البلعوم) وتقلل الشخير وتوقف التنفس أثناء النوم. ونحن لم نتعرض
لهذه الطريقة سابقا لأنه لم يكن هناك دليل علمي جدِّي على فعاليتها ولكن نٌشر
دراسة بحثية في مجلة طب النوم (المجلة الرسمية للرابطة العالمية للطب النوم) (Sleep
Med. 2011 Feb;12(2):147-52)
دراسة علمية تعرضت لفعالية هذه الطريقة الجديدة في علاج توقف التنفس أثناء النوم.
فقد درس الباحثون 59 مصابا بتوقف التنفس أثناء النوم من الذين رفضوا استخدام جهاز
التنفس المساعد. وقد تقبل 80% منهم الطريقة الجديدة في العلاج. وقد نجحت الطريقة
الجديدة في إنقاص توقف التنفس بنسبة 60% عند 56% من المرضى. وقد كانت الطريقة
الجديدة فعالة جدا في علاج الشخير.
ويجد بعض المرضى صعوبة في بداية استخدام
الطريقة الجديدة في العلاج حيث يجدون صعوبة عند الزفير لذلك ينصح هؤلاء بالتنفس عن
طريق الفم عند الشعور بصعوبة الزفير وبعدها محاولة التنفس من الأنف مرة أخرى. كما
يجب على مستخدم البروفنت عدم القيام بأي مجهود بعد تثبيت اللاصق. وفي العادة
يتأقلم المريض مع هذه الطريقة بعد 3-7 أيام. ويجب التأكد من لصق الصمام بطريقة
جيدة تمنع تهريب الهواء حتى يعمل الصمام على زيادة الضغط داخل مجرى التنفس. لذلك
قد لا تعمل هذه الطريقة بشكل جيد لمن لديه شارب كثيف لأن ذلك قد ينتج عنه تهريب
الهواء خلال الشعر مما يمنع عمل الصمام بطريقة صحيحة.
ويجب على المصابين بتوقف التنفس الذين يستخدمون
هذه الطريقة إعادة تخطيط النوم خلال استخدام اللاصق للتأكد من فعاليته. هذه
الطريقة قد تفتح آفاقا علاجية جديدة للمرضى المصابين بتوقف التنفس الخفيف والمتوسط
والذين لا يستطيعون استخدام جهاز التنفس المساعد.