أيها المربي ما هي تصوراتك لطريقة التربية الناجحة؟!
أو ما هي نظرتك للطريقة التي
تضبط بها سلوك طفلك!!
الانضباط هو التزام الطفل السلوكيات الطبيعية المعتادة التي تتناسب مع مرحلته
السنية، وفق تعاليم الإسلام وأخلاقياته، والأعراف المعتبرة، دون تجاوز أو نقص،
وهذا بالطبع لا يتأتى عن طريق الصراخ والضرب المؤلم.
إن الوسيلة المثلى التي نضبط بها سلوكيات الطفل هي تعليمه وإرشاده أكثر من فرض
الانضباط عليه، فعملية تغيير سلوك الطفل من السلوك السيئ إلى السلوك الحسن هي
عملية تعليمية وليست عملية عقابية، وفي هذه الحالة ستفضل الابتسامة بدلًا من العبوس، والصوت الهادئ بدلًا من الصراخ،
والثواب بدلًا من العقاب.
وفي هذا الموضوع إن شاء الله ستجد 13 طريقة ستحدث معك فارقًا كبيرًا وأنت تتعامل
مع سلوك طفلك لتقويمه، هذه الثلاثة عشر طريقة ستهيئ مناخًا جيدًا للانضباط، وستجعل
انضباط طفلك أمرًا سهلًا ميسرًا بإذن الله، ولكن عليك عزيزي المربي أن تعيها،
وتتفاعل معها بالقدر الكافي.
1- كن قدوة حسنة
إن طفلك يراقبك باستمرار، فهو يتشرب الوسائل التي
تواجه بها أنت المواقف المختلفة، يرقب سلوكك عندما تكون غاضبًا، ودرجة صدقك
وأمانتك وكرمك وأخلاقك، وبالتالي فتغيير سلوك طفلك السيئ سيكون أكثر سهولة إذا كنت
له قدوة فيما تأمره به أو ترشده إليه، وإلا ففاقد الشيء لا يعطيه. قال سال سيفير في كتابه كيف تكون قدوة حسنة لأبنائك : 'إن الأطفال
يكتسبون السلوك السوي مثلما يكتسبون السلوك السيئ، فالسلوك لا يأتي من طريق السحر
ولا عن طريق الوراثة، ولذلك يجب على كل أب أن يكون قدوة لأبنائه في تصرفاته'.
2- التشجيع والمكافأة
فشجع ابنك على السلوك الطيب، وكافئه على ذلك، حتى تبني عنده الثقة في نفسه، قال
المتخصصون : 'إن الثقة بالنفس هي حجر أساس جيد لبناء ضبط النفس'، فأنت عندما تمدح
السلوك الجيد تبني ثقة طفلك بنفسه، تلك الثقة حتمًا سيكون لها دور كبير في تغيير
سلوكه السيئ.
وعندما ترى في طفلك أيها الوالد مهارة من المهارات، وإيجابية من الإيجابيات يجب
عليك أن تقوم بتنمية تلك المهارة، قال شيلي هيرولد في كتابه الأسرار السبعة
للتربية المثالية : 'فعندما يبدو أن طفلك يتمتع بموهبة خاصة، فقم بتشجعيه أن يمرح
في هذا النشاط، وصفق له، وشجعه ليحقق أداء أفضل مستقبلًا’.
3- لقن ابنك المهارات الاجتماعية
إن تعويد الطفل على الآداب
الاجتماعية منذ الصغر، سيوفر عليك كثيرًا من الوقت والعناء في الكبر، فمن الآن
علمه الاستئذان قبل أن يدخل على أحد، وعلمه أن يقول كلمة ‘جزاك الله خيرًا’ لمن
أسدى إليه معروفًا، وعلمه أن يُقبل يدي أبيه وأمه، وعلمه أن يزور خاله وعمه وجده
وسائر ذوي الأرحام، وعوده على مساعدة أمه في أمور المنزل. واعلم أن كل جهد تبذله
مع طفلك في الصغر ترى ثمرته على سلوكياته عند الكبر.
4- اغرس فيه الاعتماد على النفس والاستقلالية
كلما نجحت في تأصيل الاستقلالية
فيه، كلما وفرت الكثير من الوقت في المستقبل، علمه أن يأخذ قراره بنفسه، علمه أن
يختار ملابسه بنفسه، علمه أن يشتري حاجياته بنفسه، فإن الطفل الذي يملك نوعًا من
الاستقلالية، سيكون أكثر سيطرة على نفسه وأكثر قدرة على تغيير سلوكه.
5- كلفه بالمسئوليات
كثير من الآباء لا يكلفون
أبناءهم بالمهام، لأنهم يرون أنه من الأسهل أن يقوموا هم بها، أو أنهم لا يريدون
أن يثقلوا من حجم الأعباء على أبنائهم، ولكن لا بد من تغيير هذه النظرة ودفع الطفل
للمشاركة في الأعمال المنزلية ومساعدة والده في العمل أو امه في المنزل، ويكون ذلك
بالتأكيد بعد تعليم الطفل وتدريبه، حتى لا تصنع فشله بيدك، والطفل الذي يتحمل
المسؤولية منذ الصغر لا شك في أنه سيكون أكثر قدرة على تغيير سلوكه السيئ.
6- اجذب انتباهه أولًا
قد يسمع طفلك حديثك، ولكن إذا
لم يول حديثك الاهتمام والتركيز فإنه لن يستجيب، لذا تكون أول خطوة تقوم بها هي أن
تحرص على جذب انتباهه على سبيل المثال :
- اذهب إلى الغرفة وتحدث مع الطفل مباشرة على انفراد.
- احرص على التواصل البصري، والذي
يعني أن تنحني لكي تكون في مستوى الطفل.
- يجب أن تكون طلباتك بسيطة وشرحك أبسط ما يكون.
ومن الأشياء التي تساعدك في جذب الحديث مع طفلك، هو
أن تخاطب أولادك بالتوقع الإيجابي، فتقول عبارات مثل : من خلال معرفتي بك، أنا على
يقين من أنك ستقدم أداء رائعًا لأنني واثق من قدراتك وأرى أنك تبذل جهدًا كبيرًا
في سبيل إنجاز هذه المهمة .
7- وسائل للنهي
ابحث عن وسائل اخرى للنهي لإن الطفل يغلق أذنيه في العادة عن كل ما لا يرغب في سماعه، وهذا يعني أنه كلما كان
حديثك شيقًا كلما زادت فرصتك في أن يلتفت الأبناء إلى ما تقول :
- بدلًا من أن تقول لطفلك : ‘كف عن الصراخ’، قل له : ‘أرجوا أن تتحدث بصوتك
الطبيعي’.
- بدلًا من أن تقول له : ‘كف عن إلقاء الكرة في الداخل’، قل له : ‘خذ الكرة والعب
بها في الخارج’.
إن توجيه الطفل بطريقة إيجابية سوف يجنبك المواجهة المباشرة الخاصة بالسلوك، كما
أنه سوف يتيح للطفل قدرًا من الاختيار فلا تقل له : ‘لا تلعب بالكرة’، وإنما قل له
: ‘لا تلعب بالكرة هنا’.
وعندما تنهى طفلك عن فعل سلوك، لا تظهر غضبك لطفلك، قال راي ليفي في كتابه حاول أن
تروضني : ‘فإن إظهارك للغضب أمر غير جيد، فذلك لا يُحفز الابن، بل إنه يدفعه
للعناد لأنه يحب أن يثير غضبك، إن الأطفال يعتبرون ذلك لونًا من ألوان السيطرة،
فإذا عاقبته فقد كافأته، ودعوته للصراع معك، وليس إلى التعلم والاستفادة من
الخطأ’.
8- ضع حدودًا
يخشى بعض الآباء من وضع حدود في
التعامل بينهم وبين الطفل، حتى لا يضعفوا من شخصية الطفل، ولكنك عندما تقضي بعض
الوقت مع أحد الأطفال الذين لم توضع له أية حدود، وترى حجم الفوضوية، ونسبة
السلوكيات المعوجة لديهم، فسوف تدرك على الفور مدى أهمية وضع هذه الحدود ومدى
تأثيرها الإيجابي على الطفل. فينبغي أن تكون هناك خطوطًا لا يتجاوزها الطفل،
وعلى وجه الخصوص مع والديه الذين تعتمد عليهم العملية التربوية، ولا شك في أن
تراعي المرحلة السنية التي يمر بها الطفل عند البدء في تطبيق ذلك.
9- جنب طفلك الوقوع في الخطأ
فإن كان طفلك على سبيل المثال مصممًا على أن يحصل على
كل ما يريد من متجر اللعب، فأنت بحاجة إلى تجنب اصطحابه معك إلى هناك إلى أن يكبر،
فالحكمة تقتضي أن نتفادى وقوع الطفل في الخطأ، فهذا أيسر من علاجه.
10- التذكير بالعواقب
إن أفضل طريقة للتأكيد على عدم
رضاك عن أي سلوك هي التذكير بالعواقب، كأن تقول مثلًا :
- ’إن لم تنزل في الموعد المحدد فسوف تحرم من النزهة’،
- ’إذا ضربت أختك الصغيرة فسوف
تحرم من مصروفك’،
- وهكذا..
11- حاور طفلك بمرونة
إن المرونة في التربية تعني
تحلي الأب والأم بالحكمة الكافية التي لا تجعله يطالب ابنه مثلًا بأداء الواجبات
المنزلية بعد يوم عصيب تعرض له في المدرسة، تقول لطفلك : ‘أعتقد أنه يجب عليك أن
تحصل على قسط من الراحة الآن، لذا سوف أوقظك بعد أن تستريح’، بالإضافة إلى ضرورة
ترسيخ مبدأ المناقشة والحوار، فمن حق الطفل أن يستفسر ويتناقش ويقتنع.
12- استخدم التشجيع بالمكافآت
هذا من طبيعة الحال على طريقة
المكافأة على الفعل، لا على طريقة الرشوة.
فالرشوة مثلا تقول : سأعطيك كذا حتى لا ترفع صوتك في
السوق.
المكافأة تقول مثلا : لقد كنت مؤدبًا طوال اليوم
ولذلك لك عندي مكافأة.
إن المكافأة تعمل على تعزيز السلوك الحسن وخلق مناخ
جيد له، لذلك لا تنس أن تستخدمها كوسيلة ناجحة من وسائل التربية.
13- كن ثابتًا على المبدا
لا بد أن تعني ما تقول وتلتزم به؛ فبذلك سوف يشعر
الطفل بجدية الأمر؛ مما يوفر عليك الكثير من العناء، اعتبر الثبات على المبدا هو
الأساس الذي يمكن أن تربي عليه طفلك، فإذا تمكنت من تثبيت بعض القواعد والسلوكيات
التي يجب أن تتبع داخل الأسرة؛ ستكون بذلك قد أهديت ابنك نقطة البداية التي ينطلق
من خلالها في اتخاذ قراراته.