random
مقالات عشوائية :

شمائل الرسول : 26- معجزاته


شمائل الرسول : 26- معجزاته


      تناولنا في ما سبق من سلسلة شمائل المصطفى صلى الله عليه وسلم تواضعه، تراحمه، صبره، حياؤه، زهده، عدله، حلمه، شجاعته، مزاحه ومداعبته، أكله وشرابه، لباسه، سفره وترحاله، في خطبته، نومه وانتباهه، كيفية ضحكه، طاعته وشدة عبادته، صفة كلامه وسكوته، فضائله، مقام عبوديته، نكاحه، شفقته ورحمته ورأفته، خصائصه الجسدية، الرسول زوجا، خصائصه التكريمية، خصائصه الرسالية، واليوم بمشيئة الله سننشر الجزء ما قبل الأخير 26 الخاص بمعجزاته صلوات الله وسلامه عليه : 


26- معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم 

للرسول محمد صلى الله عليه وسلم عدة معجزات منها :

 

1-26) معجزة النبوة في شفاء المرضى :

من المعجزات التي أكرم الله بها نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم، حصول الشفاء على يديه للكثير من أصحابه ببركته ودعائه، مما كان له كبير الأثر في تثبيت نفوسهم، وزيادة إيمانهم. 

فمن تلك المواقف ما حصل مع الصحابي الجليل علي بن أبي طالب رضي الله عنه يوم خيبر، حين قال النبي صلى الله عليه وسلم  : "لأعطين هذه الراية رجلاً يفتح الله على يديه، يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله"، فبات الناس تلك الليلة يتساءلون عن صاحب الراية، وفي الصباح انطلقوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعرفة الفائز بهذا الفضل، فإذا بالنبي صلى الله عليه وسلم يسأل عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فذكروا له أنه مصاب بالرَّمد، فأرسل صلى الله عليه وسلم في طلبه، ولما حضر عنده بصق في عينيه ودعا له، فشفاه الله ببركة النبي صلى الله عليه وسلم، واستلم الراية، ثم قاتل حتى فتح الله على يديه، والحديث بتمامه في الصحيحين.

والأعجب من ذلك ما رواه الإمام الطبراني عن قتادة بن النعمان رضي الله عنه أنه قاتل يوم أحد، فأصابه سهمٌ أخرج إحدى عينيه من مكانها، فسعى إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يحملها في يده، فأخذها صلى الله عليه وسلم وأعادها إلى موضعها ودعا له، فعادت إلى طبيعتها، وكانت أجمل عينيه وأقواهما إبصاراً.

ومن معجزاته صلى الله عليه وسلم شفاء المصاب ببركة نفثه عليه، كما حدث مع الصحابي سلمة بن الأكوع رضي الله عنه، فعن يزيد بن أبي عبيد قال : ‘رأيت أثر ضربة في ساق سلمة، فقلت : يا أبا مسلم ما هذه الضربة؟ فقال : هذه ضربة أصابتني يوم خيبر، فقال الناس : أصيب سلمة، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فنفث فيه ثلاث نفثات، فما اشتكيتها حتى الساعة‘ رواه البخاري.

ولم تقف معجزاته صلى الله عليه وسلم عند هذا الحد، بل كان يمسح على الكسر فيجبر، كما حصل مع الصحابي عبد الله بن عتيك رضي الله عنه حينما أرسله النبي صلى الله عليه وسلم لقتل أبي رافع اليهودي، فانكسرت ساقه أثناء تلك المهمّة، فطلب منه النبي صلى الله عليه وسلم أن يبسط قدمه، فمسح عليها، فجبر الكسر الذي أصابه واستطاع أن يمشي عليها من لحظته، والقصة رواها الإمام البخاري.

ومن بركاته صلى الله عليه وسلم، ما رواه البخاري أن السائب بن يزيد رضي الله عنه كان يشكو من وجع، فمسح النبي صلى الله عليه وسلم على رأسه ودعا له بالبركة، ثم توضّأ فشرب السائب من وضوئه، فزال عنه الألم، ويذكر المؤرّخون أن السائب بن يزيد طال عمره حتى زاد عن التسعين عاماً وهو محتفظ بصحّته ولم تظهر عليه آثار الشيخوخة، وذلك ببركة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم.

وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أنه مرض مرضاً شديداً ألزمه الفراش حتى لم يعد يميز من حوله، فزاره النبي صلى الله عليه وسلم بصحبة أبي بكر الصديق رضي الله عنه، ودعا عليه الصلاة والسلام بماء فتوضأ منه ثم رش عليه، فأفاق من مرضه، رواه البخاري ومسلم. 

وإلى جانب علاج الأمراض الحسّية، كان للنبي صلى الله عليه وسلم تأثيرٌ في علاج الأمراض المعنوية، ومن ذلك قصة الشاب الذي أتى النبي صلى الله عليه وسلم يستأذنه في الزنا، فوضع النبي عليه الصلاة والسلام يده على صدره وقال : "اللهم اغفر ذنبه وطهر قلبه وحصن فرجه" رواه أحمد، فأزال الله من قلبه طغيان الشهوة فلم يعد يلتفت إلى النساء.

تلك المواقف وغيرها تدل على ما أكرم الله عز وجل به رسوله صلى الله عليه وسلم من الكرامات العظيمة، والمنح الكثيرة، تأييداً لدعوته، وتصديقا لنبوته.

 

(2-26إخبار النبي  عن العوالم الأخرى :

وهب الله للإنسان القدرة على إدراك ما حوله في الطبيعة من العوالم المختلفة، ومشاهدة غرائب الكون وعجائبه، دون إدراك ما وراء ذلك من عوالم أخرى تُشاركه في هذا الوجود، والتي أثبت الشرع حقيقتها، كعالم الملائكة والجنّ والشياطين، ومن هنا كان إدراك النبي صلى الله عليه وسلم لتلك العوالم الغائبة عن حواسّ البشر، وقدرته على التعامل معها والإخبار عن أحوالها في مواقف عديدة من جملة آياته وكراماته .

فقد مكّنه الله تعالى من رؤية الملائكة، وسماع أقوالهم، والكلام معهم، والوقوف على أخبارهم، وكان في إدراكه عليه الصلاة والسلام لهذا العالم إعانةٌ له على أداء مهمّته في تلقّي الوحي وأداء الرسالة .

فمن ذلك إخباره صلى الله عليه وسلم عن أوصاف الملائكة ورؤيته لجبريل عليه السلام، وله ستمائة جناح يتساقط منها الدرّ والياقوت، قد سدّ بجناحيه الأفق، وتمثّل بعض الملائكة له على صورة البشر، كما فعل جبريل عليه السلام عندما جاء يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أركان الإسلام والإيمان والإحسان وأشراط الساعة، وإخباره عليه الصلاة والسلام عن مجيء الملك على صورة الصحابي الجليل دحيّة الكلبي .

ومن ذلك أيضا إخبار النبي صلى الله عليه وسلم عن عبادة الملائكة وطاعتهم لربّهم، فعن أبي ذر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "إني أرى ما لا ترون، وأسمع ما لا تسمعون، أطّت السماء وحق لها أن تئطّ، ما فيها موضع أربع أصابع إلا وملك واضع جبهته ساجدا لله" رواه الترمذي، ومعنى أطّت السماء أي صاحت وصدر منها صوتٌ من ثقل ما عليها من الملائكة والساجدين لله رب العالمين .

وأخبر عليه الصلاة والسلام عن تغسيل الملائكة لحنظلة بن أبي عامر رضي الله عنه عندما قٌتل في معركة أحد، ولم يمض على زواجه سوى يوم واحد، والقصّة بتمامها في صحيح ابن حبّان .

وأخبر صلى الله عليه وسلم عن تعذيب الملائكة لرجلين من العصاة عندما مرّ بقبرهما فقال : "إنهما ليعذبان، وما يعذبان في كبير، أما أحدهما فكان لا يستتر من البول، وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة" رواه البخاري .

وأما ما يتعلّق بعالم الجن والشياطين، فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن أحوالهم وذكر طرفاً من أخبارهم، من ذلك إخباره عليه الصلاة والسلام عن إغواء الشياطين لبني آدم في الصلاة، وكراهيّتهم سماع الأذان، فقد روى أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "إذا نودي للصلاة، أدبر الشيطان وله ضراط، حتى لا يسمع التأذين، فإذا قُضي النداء أقبل، حتى إذا ثوّب بالصلاة – أي : أقيمت الصلاة - أدبر، حتى إذا قضي التثويب أقبل، حتى يخطر بين المرء ونفسه، يقول : اذكر كذا ، اذكر كذا لما لم يكن يذكر، حتى يظلّ الرجل لا يدري كم صلى" رواه البخاري .

ومن ذلك إخباره عليه الصلاة والسلام عن تواجد الشياطين في الفرجات التي تكون بين صفوف الصلاة، فقد روى أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "راصوا صفوفكم وقاربوا بينها، وحاذوا بالأعناق، فو الذي نفس محمد بيده إني لأرى الشياطين تدخل من خلل الصف، كأنها الحذف –أي صغار الغنم–" رواه النسائي.

وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن محاولة إبليس إيذاءه، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام فصلى صلاة الصبح وهو خلفه، فالتبست عليه القراءة، فلما فرغ من صلاته قال : "لو رأيتموني وإبليس، فأهويت بيدي، فما زلت أخنقه حتى وجدت برد لعابه بين أصبعي هاتين –وأشار إلى الإبهام والتي تليها- ولولا دعوة أخي سليمان لأصبح مربوطا بسارية من سواري المسجد، يتلاعب به صبيان المدينة" رواه أحمد .

وكان للنبي صلى الله عليه وسلم لقاء مع وفدٍ من الجنّ، دعاهم فيه إلى الله، وعرض عليهم الإسلام، فأسلموا وحسن إسلامهم، وذكر المؤرّخون كالحافظ ابن حجر وغيره أسماء بعضهم، قال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما في تفسير قوله تعالى : ‘(وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن) : كانوا تسعة نفر من أهل نصيبين، فجعلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم رسلا إلى قومهم‘ رواه الطبراني .

وبيّن النبي صلى الله عليه وسلم الفرق بين طبيعة تلك المخلوقات وبين خلق الإنسان، فقال : "خلقت الملائكة من نور، وخلق الجان من مارج من نار، وخلق آدم مما وصف لكم" رواه مسلم .

فمن الذي أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أوصاف تلك المخلوقات؟، ومن الذي أخبره بطبيعة خلقها؟، لا شك أن مصدر ذلك هو وحي السماء وليس خبر الأرض، وصدق الله إذ يقول : (إن هو إلا وحي يوحى) النجم الآية 4.

 

3-26) نبع الماء من بين أصابعه

الماء نعمة من نعم الله العظيمة، التي وهبها الله لعباده، أنزله من السماء، فسالت أودية بقدرها، وأودعه الأرض وجعل منه ينابيع وأنهاراً، وجعله شراباً سائغاً، وجعل أمر الحياة عليه قائما، قال تعالى: (وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون) الأنبياء الآية 30، وإذا كان نبع الماء من الأرض آية، ونبعه من الحجر الأصم آية أعظم، فما ظنك إذا كان نبعه من بين الأصابع، فذلك معجزة وكرامة. 

ومعجزة نبع الماء من بين أصابعه صلى الله عليه وسلم كانت من المعجزات التي أكرم الله بها نبيه صلى الله عليه وسلم، وقد تكرر حصول تلك المعجزة عدة مراتٍ، وفي مناسبات مختلفة، رأى ذلك الصحابة الكرام، ونقلوه إلينا نقلاً واضحاً بينا. 

فمن ذلك ما حدث يوم الحديبية، فيما رواه الصحابي الجليل جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : ‘عطش الناس يوم الحديبية والنبي صلى الله عليه وسلم بين يديه ركوة -إناء من جلد-، فتوضأ، فجهش -أسرع- الناس نحوه، فقال : ما لكم؟ قالوا : ليس عندنا ماء نتوضأ ولا نشرب إلا ما بين يديك، فوضع يده في الركوة، فجعل الماء يثور بين أصابعه كأمثال العيون، فشربنا، وتوضأنا، قلت : كم كنتم؟ قال : لو كنا مائة ألف لكفانا، كنا خمس عشرة مائة‘ متفق عليه، واللفظ للبخاري.

           ومن ذلك ما حصل بالزوراء -وهو مكان قرب السوق في المدينة- مما نقله الصحابي الجليل أنس رضي الله عنه، قال : ‘أُتي النبي صلى الله عليه وسلم بإناءٍ وهو بالزوراء، فوضع يده في الإناء، فجعل الماء ينبع من بين أصابعه، فتوضأ القوم، قال قتادة : قلت لأنس : كم كنتم؟ قال : ثلاثمائة، أو زهاء ثلاثمائة‘ متفق عليه، واللفظ للبخاري.

ومن ذلك أيضاً ما حدث عندما قلّ الماء، ورسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه على سفر، يحدثنا عن ذلك الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال : ‘كنا نعد الآيات بركة، وأنتم تعدونها تخويفاً، كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفرٍ، فقل الماء، فقال : اطلبوا فضلة من ماء، فجاءوا بإناءٍ فيه ماء قليل، فأدخل يده في الإناء، ثم قال : "حي على الطهور المبارك"، والبركة من الله، فلقد رأيت الماء ينبع من بين أصابع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولقد كنا نسمع تسبيح الطعام وهو يؤكل‘ رواه مسلم.

وفي هذه المعجزة النبوية إشارة واضحة بينّة، ودلالة عظيمة شاهدة على تأييد الله سبحانه لرسوله صلى الله عليه وسلم، إذ كان لهذه المعجزة وأمثالها من المعجزات النبوية الأثر البالغ في زيادة الإيمان، وقوة التعلق بالواحد الديان من قبل الصحابة الكرام رضي الله عنهم أجمعين، وخاصة أنهم كانوا في ظروف صعبة، نتيجة صراعهم مع أهل الباطل من المشركين واليهود والمنافقين، فكانت مثل هذه الحوادث عوناً لهم، وزاداً إيمانياً قوياً، إضافة إلى ما تتركه مثل هذه المعجزات من أثرٍ في نفوس الكافرين والمعاندين، وتلفت الانتباه إلى أن الله هو القوي القادر، الذي لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء.

 

4-26) معجزته في تكثير الطعام : 

من المعجزات التي أكرم الله بها نبيه صلى الله عليه وسلم تكثير الطعام القليل، وزيادة البركة فيه، حتى إن اليسير منه الذي لا يكاد يكفي الشخص أو الشخصين، يسد حاجة الجمع الغفير، والعدد الكبير من القوم، وهذه المعجزة لرسول الله صلى الله عليه وسلم تكررت في أماكن مختلفة، وفي مناسبات متعددة.

منها أنه صلى الله عليه وسلم أطعم أهل الخندق؛ وهم قرابة ألف نفر من صاع شعير، فشبعوا وانصرفوا؛ والطعام بقي كما كان، فقد جاء في الحديث المتفق عليه أن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما : رأى جوعاً شديداً بالنبي صلى الله عليه وسلم، فانطلق إلى بيته، وأخرج جراباً فيه صاع من شعير، وذبح شاة، وجهز هو وزوجته طعاماً، ثم دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم وأهل الخندق معه، وأخبر جابراً بألا ينزل القدر، وألا يخبز الخبز، حتى يأتيه ويبارك فيه، ثم أكلوا جميعاً وشبعوا، والطعام كما هو.

ومنها : أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أصابهم الجوع في غزوة تبوك استأذنوه في نحر ظهورهم، فطلب منهم أن يأتوه بفضل أزوادهم، فدعا فيه بالبركة، ثم قال: '"خذوا في أوعيتكم"، فأخذوا في أوعيتهم، حتى ما تركوا في العسكر وعاءً إلا ملؤوه، فأكلوا حتى شبعوا وفضلت فضلة‘ متفق عليه، وهذا لفظ مسلم.

ومنها أن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن أباه قتل يوم أحد شهيداً وعليه دين، فاشتد الغرماء في حقوقهم، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم، يريد عونه، فبادر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجاء إلى بستانه، ودعا في ثمره بالبركة، فقضى جابر دين أبيه، وبقي زيادة، والحديث في البخاري.

ومنها ما حصل مع أبي طلحة عندما دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم لطعام في بيته، فجاء صلى الله عليه وسلم ومعه أصحابه، فدعا في الطعام، ثم قال : ‘"ائذن لعشرة"، فأذن لهم، فأكلوا حتى شبعوا، ثم خرجوا، ثم قال: "ائذن لعشرة"، فأذن لهم فأكلوا حتى شبعوا، ثم خرجوا، ثم قال : "ائذن لعشرة"، فأذن لهم، فأكلوا حتى شبعوا، ثم خرجوا، ثم قال : "ائذن لعشرة"، فأكل القوم كلهم، وشبعوا، والقوم سبعون أو ثمانون رجلا‘ متفق عليه، واللفظ للبخاري.

ومن أعجب ما روي في ذلك، ما ثبت في سنن الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : ‘أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بتمرات، فقلت يا رسول الله : ادع الله فيهن بالبركة، فضمهن، ثم دعا لي فيهن بالبركة، وقال : خذهن واجعلهن في مزودك هذا، أو في هذا المزود، كلما أردت أن تأخذ منه شيئاً، فأدخل فيه يدك، فخذه ولا تنثره نثرا، قال أبو هريرة : فقد حملت من ذلك التمر كذا وكذا من وسق في سبيل الله، فكنا نأكل منه ونطعم، وكان لا يفارق حقوي حتى كان يوم قتل عثمان، فإنه انقطع‘ رواه الترمذي، وحسنه الألباني.

نعم إن تكثير الطعام معجزة أيد الله بها نبيه صلى الله عليه وسلم، شاهدها الناس، وعايشها أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فكان لها دور كبير في دخول الناس في دين الله، وأثر عظيم في نفوس المسلمين وزيادة إيمانهم، وتعلقهم بربهم، وحل مشكلاتهم وأزماتهم، فسبحان من لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء.


روابط الاجزاء السابقة : 1-التواضع   2-الرحمة  3-الصبر  4-الحياء  5-الزهد      6-العدل   7-الحلم    8-الشجاعة    9-المزاح والمداعبة    10-اكله وشربه  11-لباسه    12-سفره وترحاله  13-خطبته   14-نومه وانتباهه   15-كيفية ضحكه   16-طاعته وشدة عبادته   17-صفة كلامه وسكوته   18-فضائله    19-مقام عبوديته    20-نكاحه    21-شفقه ورحمته ورأفته  22-خصائصه الجسدية    23-الرسول زوجا   24-خصائصه التكريمية   25-خصائصه الرسالية            

google-playkhamsatmostaqltradent