الصبر
في اللغة هو حبس النفس عن الاستسلام، وفي الاصطلاح هو إجبار النفس على أداء الأمور
التي فرضها الله سبحانه وتعالى على عباده، ومنعها من الإتيان بأمور نهى الله عنها،
والصبر ثلاثة أنواع وهي: الصبر على الطاعة والصبر على المعصية والصبر على
الابتلاءات والمحن، كما أنّ للصبر العديد من الفوائد على المسلم بصورة خاصة،
والمجتمع بصورة عامة.
وسأتناول في هذا الموضوع ان شاء الله
فوائد الصبر على الابتلاءات والمحن ومن بينها :
1- من
توفيق الله للعبد أن يرزقه البصيرة في قلبه فيرى أن أقدار الله فيه كلها خير له،
ويُوقن أن الله أرحم به من أمه وأبيه.
2- كتب
الله على نفسه أنه أرحم الراحمين ويلزم من هذا أن يكون كل ما نزل عليك من الله فهو
عين الرحمة بك وغاية المنفعة لك!
3- أكثر
الناس لهم رؤية صحيحة للبلاء هم أهل الله فكلما كنت قريبا من الله أنار الله
بصيرتك فرأيت ما لا يراه غيرك من الناس!
4- قال تعالى
: (ولَنبلُونّكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الاموال والأنفس والثمرات)، البلاء
نازل لا محالة ولكن السعيد من رضِي به.
5- ليس
بالضرورة أن يكون البلاء بالحرمان، بل أعظم البلاء يكون بالعطاء! قال الله: (ونبلوكم
بالشر والخير فتنة) يعني اختبار.
6- أجمل
العزاء في البلاء أن الله كتب على العسر أنه لا يدوم وأن بعد الضيق فرج تأمل كيف
يطرد الفجر ظلام الليل! هذا قانون كوني على الخلق.
7- أول
ما ينزل عليك البلاء مباشرةً، ارفع بصرك إلى السماء، وقل الحمد لله! وهذا من حسن
الأدب مع الله.
8- أول
لحظات نزول البلاء سينظر الله إلى قلبك، فإن علم الله منك الرضى فسيجازيك بأمرين
يهون عليك البلاء ويرضيك.
9- الرضا
عن الله في أقداره والرضا بالله ربا ومدبراً لأمور حياتك، هذا هو الشيء الطبيعي
فلا تنس أنك عبده وهو سيُدك، فقل سمعا وطاعة.
10- وبشر
الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبةٌ قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون.
11- أتدرى
أن أكثر الناس توفيقاً عند نزول البلاء هو الذي يقول إنا لله وإنا إليه راجعون،
حينها ستحل عليه صلاة الله ورحمته ورضاه، إن الله مع الصابرين.
12- يقول
تعالى: (وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم) هذه الآية تجعلني أبتسم في وجه القدَر!
وأقول للبلاء مرحباً بك فأنت عطية الله.
13- يقول
النبي الكريم صلى الله عليه وسلم: "حينما يرى أهل العافية أهل البلاء
يوم القيامة مالهم من الأجور لتمنوا أن أجسادهم قرضت بمقاريض من حديد"!
14- اعلم
ان الاحباط لا يصنع لك حلا والاكتئاب لا يحل لك المشكلات! الحزن لا يرجع لك
فقيداً! تعلم أن تغرس في قلبك بذرة الصبر!
15- الواجب
عند المصيبة أن تصبر ومعنى الصبر أن لا يتلفظ لسانك بالسخط وأن لا يكون قلبك في
جزع، هذا صعب ولكن عاقبته جميلة!
16- إذا
رضيت عن الله سيكون البلاء لك عين الرحمة! فقد تكون على ذنب لا يمحوه منك كثرة
العبادة، بل يمحوه اعتصار قلبك!
17- وقد
يحبك الله ويكتب لك المنزلة العالية في الجنة ولكن أعمالك قليلة، فيبتليك لكي
يرقيك، ويعتبر هذا عين الجود والعطاء.
18- قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما يصيب المسلم من وصب ولا نصب ولا هم ولا
حزن حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه".
19- قال
أنس رضي الله عنه: 'إن من الذنوب ذنوباً لا تمحوها الصلاة والصدقة وإنما تمحوها
الهموم في طلب المعيشة، حتى همومك تغسل من خطاياك'.
20- قد
يكون البلاء في العطاء، وقد تكون العافية بالحرمان! تحتاج أن تُعيد برمجة
حياتك لأن الله يعلم وأنتم لا تعلمون.
21- يقول
الله: (إن مع العسر يُسرا)، ان ربنا يقول (مع) وليس بعد أي مع العسر يسر، لا تحزن
على ضيق رزقك ربك موجود فقط اطرق بابه.
22- دموعك
عند الله غالية واعتصار قلبك من الحزن لا يمر عند الله مرور الكرام! ولكن يجعل
الله لك الخير والاجر والثواب، فقط تفاءل.
23- ام
سلمة مات زوجها فقالت: 'اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها'، ثم قالت ومن
خير من أبي سلمة؟ فتزوجها سيد البشر محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم!
24- كتب
الله في شريعته أن الصدقة تدفع البلاء وأن الدعاء يرفع البلاء، فكيف تخوض معارك
الحياة بلا هذه الأسلحة الثقيلة؟!
25- كان
الصايغ إذا أصابته الحمى يقول أهلاً بعطيّة الله، وابن الزبير قطعت يده فقال الحمد
لله وهبتني أربع أطراف وأخذت طرفاً.
26- الوجه
المشرق في البلاء محبوب عند الله، اعلم أن الله لا يبتلي إلا من يحب! هل لا تسعدك
محبة الله لك؟
27- قال
عز من قائل: (إنما يُوفى الصابرون أجرهم بغير حساب) أي أن الله يحثو لهم الحسنات
والاجور كالجبال.
28- اتعلم لماذا قد يبتليك الله؟
لأن الله يحب أن يسمع
صوتك، ﻻ تعجب، نعم يحب ان يسمع صوتك وانت تناديه وتقول:
يا رب.. يا رب..
ارحمني برحمتك، فقلها، فأنت تفعل ما يحبه الله.
فإن لم يستجب لك في
الحال فاعلم انه أحبها منك فكررها، فلو انه سبحانه كره سماعك لأسكتك بالاستجابة من
أول مرة.
