📁مقالات منشورة :

شرح حديث تعوذ فيه النبي من 4 أشياء

الاستعاذة من الأشياء التي تضر

   ان النبي محمد صلى الله عليه وسلم تعوذ من عدة أشياء، وذلك راجع الى أنها تضر الانسان مباشرة اذا فعلها، أو انها تستدرجه الى الهلاك -والعياذ بالله- كقوله: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ، وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ، وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ، وَجَمِيعِ سَخَطِكَ" رواه مسلم.

أولا) شرح مفردات الحديث

👈قوله "من زوال نعمتك"، النعمة: كل ملائم تحمد عاقبته، أي النعم الظاهرة والباطنة؛ لأنه مفرد مضاف يفيد العموم.

👈قوله "تحوّل عافيتك" أي تبدل العافية بضدها من عافية إلى مرض وبلاء، والفرق بين الزوال والتحوّل هو أن الزوال ذهاب الشيء من غير بدلن والتحوّل هي إبدال الشيء بالشيء كإبدال الصحة بالمرض، والغنى بالفقر.

👈قوله "فجاءة نقمتك" الفجأة هي البغتة، والنقمة هي العقوبة.

👈قوله "وجميع سخطك" السخط هي الكراهية للشيء، وعدم الرضا به، وهي صفة من صفات اللَّه الفعلية العظيمة التي تليق به جلّ وعلا، كما جاء في قوله تعالى: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ).

 ثانيا) شرح الحديث

1- "اللَّهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك":

أي يا اللَّه إني ألتجئ إليك من ذهاب جميع نعمك الظاهرة والباطنة، الدنيوية والأخروية ما علمتها، وما لم أعلمها؛ لأن نعمك لا تُحصى، ولا تُعدُّ -استعاذ النبي صلى الله عليه وسلم من زوال نعمته؛ لأن ذلك لا يكون إلا عند عدم شكرها-، فتضمّنت هذه الاستعاذة المباركة التوفيق لشكر النعم، والحفظ من الوقوع في المعاصي؛ لأنها تزيل النعم، قال اللَّه سبحانه وتعالى: (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ). وقال أيضا: (إِنَّ اللَّه لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ. وقال جلّ شأنه أيضا: (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ).

2- "وتحول عافيتك":

أي أعوذ بك يا اللَّه من تبدّل العافية التي أعطيتني إياها، وهي السلامة من الأسقام والبلاء والمصائب، إلى الأمراض والبلاء، فتضمّنت أيضاً هذه الاستعاذة سؤال اللَّه دوام العافية وثباتها، والاستعاذة به عز وجل من تحوّل العافية؛ لأن بزوالها تسوء عيشة العبد، فلا يستطيع القيام بأمور دنياه ودينه، وما قد يصاحبه من التسخط وعدم الرضا وغير ذلك.

3- "وفجأة نقمتك":

أي أعوذ بك من العقوبة، والانتقام بالعذاب مباغتة، دون توقع وتحسب، وخُصَّ فجاءة النقمة بالاستعاذة؛ لأنها أشد وأصعب من أن تأتي تدريجياً، بحيث لا تكون فرصة للتوبة.

 4- "وجميع سخطك":

أي ألتجئ وأعتصم إليك أن تعيذني من جميع الأسباب الموجبة لسخطك جلّ شأنك؛ فإنّ من سخطت عليه فقد خاب وخسر، ولو كان في أدنى شيء، وبأيسر سبب؛ ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: "وجميع سخطك"، فهي استعاذة من جميع أسباب سبحانه وتعالى من الأقوال والأفعال والأعمال، لأنه إذا انتفت الأسباب المقتضية للسخط حصلت أضدادها وهو الرضى.

aboussalih
aboussalih
ينشر في هذا الموقع كل ما له علاقة بالاسلام والمجتمع
تعليقات