في هذا الموضوع ان شاء الله سأتحدث عن أعمال
يغفل عنها الكثير، أشير إليها إشارات، فأصلها معلوم فضله لكن قد تشغلنا الأعمال
الظاهرة عنها، أو يطغى علينا جانب على آخر، فمحبون رمضان لا بد ان يستغله ويقوي المنافسة
فيه.
ان هذه الأعمال أجرها عظيم وثوابها لا يحد،
وسعادتها في الدنيا قبل الآخرة، وثمراتها على النفس، وعلى الشفاء من الأمراض
الحسية والمعنوية، وعلى جمع كلمة الأسرة وترابطها وتعاونها، وعلى إشاعة الخير
والمحبة والأنس والطمأنينة، وفيها نصرة للإسلام والمسلمين، ومن أهم هذه الأعمال :
1- شعورك
الحقيقي بمحبة رمضان عند قدومه، وفرحك به.

2- استشعارك للأجر العظيم بالصيام وسائر
الواجبات.
3- استشعارك للثواب الجزيل الذي ورد في
النصوص لبعض الأعمال التي كان يعملها الرسول صلى الله عليه وسلم.
4- تعاهدك مع نفسك لإصلاح قلبك مما
ران عليه في أول ليلة من رمضان فليلهج بالدعاء للآخرين أحياءً وأمواتا.
5- إعلانك مع نفسك للصفح والعفو عن الآخرين
وبخاصة مع من أساء معك،(والعفو أقرب للتقوى) وغاية الصيام التقوى.
6- تطهير قلبك من الحسد خاصة فهو من أكبر
الأبواب التي يلج منها الشيطان، وأبدل الحسد غبطة وتنافسا شريفا للأعمال الصالحة.
7- ثقتك بموعود الله تعالى في كل ما جاء عنه
سبحانه وما جاء عن رسوله صلى الله عليه وسلم فهو من أكبر الحوافز للمواصلة
والاستمرار.
8- حسن الظن بالله في كل ما يقع عليك
مما ظاهره خيرا أو شرا، كما جاء في الحديث القدسي : "أنا عند ظن عبدي بي...".
9- فرحك بكل عمل صالح تعمله لنفسك أو
للآخرين.
10- أن تعمل ما استطعت من الخير ولو كان ذرة،
استشعر هذا ولا يصدنك الشيطان عنه فربما بلغت بك مكانا لا تتوقعه.
11- خصص ولو درهما واحدا لتنفقه في كل يوم،
وإن كان في كل يوم وفي كل ليلة درهما آخر لكان أولى.
12-احرص ألا تفوتك تكبيرة الإحرام، فرمضان
ميدان تدريب عظيم يعجز عن مثله جامعات التدريب.
13- لا تترك وقتا يجاب فيه الدعاء إلا وتدعو
فيه.
14- أكثر من الدعاء لنفسك.
15- أكثر من الدعاء لوالديك فهما أحق من له
الحقوق بعد الله تعالى.
16- أكثر من الدعاء لزوجتك وأولادك فهم ثمرتك
وامتدادك.
17- الدعاء لأقاربك الأقرب فالأقرب فربما
تكون قاطعا بأحدهم فيكون هذا الدعاء باب وصل عظيم.
18- الدعاء لمن له حق على المسلمين.
19- الدعاء لمعارفك من أصدقاء ومحبين.
20- الدعاء للضعفاء واليتامى والأرامل
والمساكين وأصحاب الحاجات.
21- الدعاء لشباب المسلمين وفتياتهم فربما
يصلح أولادك بسبب الدعاء لهؤلاء.
22- الدعاء للمسلمين عامة ولمجاهديهم خاصة،
فربما ينصرك الله بسبب نصرتك في دعائهم، وكل هذه الأدعية اجعل لها نصيبا يوميا.
23- تفرغ الوالدين لأولادهم خلال ما قبل
رمضان وما بعده.
24- تفرغ الأبناء والبنات لوالديهم وبخاصة
إذا كانوا بحاجة لهم.
25- عظم رجائك بالله تعالى وبأجره وثوابه لك.
26- عظم خوفك منه سبحانه ومن وعيده.
27- محاولة الخشوع والخضوع له سبحانه فلا
تكون أعمالك روتينية.
28- كرس جهدك في تصور مراقبته لك محققا قول
الرسول صلى الله عليه وسلم : "...احفظ الله يحفظك..." وستجده تجاهك
وأمامك.
29- تعلم كل يوم مسألة علمية ولو كانت في
مخزونك العلمي.
30- اجتهد في تنظيم يومك وليلتك لتملأه
بالحسنات ولا يبقى هناك فراغ للسيئات.
31- تذكر من له حق عليك من الخلق وتحلل منه
ولو بالدعاء.
32- ألزم نفسك بالسلام -تحية المسلمين- لكل
من لقيته.
33- ألزم نفسك بالابتسامة لكل من لقيته كما
قال النبي صلى الله عليه وسلم : "وابتسامتك في وجه أخيك صدقة".
34- درب نفسك على الصبر في هذا الشهر بأنواعه
الثلاثة بالزام النفس بالطاعات، ترك المعاصي، وما يعترضك من الأقدار ليجتمع
لك أجر الصابرين وهو بغير حساب ما أعمه.
35- درب نفسك على شكر الله تعالى بأنواعه
الثلاثة الاعتقادي بأن تعتقد منّة الله عليك ببلوغك الشهر وإقداره لك على الصيام و
سائر العبادات و الشكر القولي بأن يلهج اللسان بالشكر، والشكر العملي باستثمار
النعم بطاعة الله تعالى (لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ) .
36- شعورك بأنه يجب أن ترتقي في هذا الشهر
لتحقق الهدف الذي تضعه في أول الشهر وحينها يكون الصيام شفيعاً لك عند ربك.
37- بداية يومك بالذكر والدعاء وختامه
بالاستغفار والدعاء والعفو عن الخلق لتستمر صفحاتك بيضاء مليئة بالحسنات.
38- نّوع أعمالك اليومية والليلية لتنشط نفسك
للطاعات والايجابيات ولا تغتر مع مرور الأيام.
39- نمّ شعورك تجاه إخوانك المسلمين في كل مكان
فشعورك الايجابي نصر لهم و يدخل ذلك في قوله تعالى : (إِن تَنصُرُوا اللَّهَ
يَنصُرْكُمْ).
40- عند عروض خاطر شيطاني لمعصية أو عجب أو
غرور أو تكاسل أو ملل بادر بالتوبة والاستغفار ودع التسويف حتى تكتب السيئة حسنة.
41- سجل في سجلك الرمضاني زيارة لمريض او
مهاتفته.
42- اتصل بالهاتف من تسلم عليه أو تنصحه، أو
تهدي له معلومة وكذا برسالة جوال.
43- قدم هدية رمضانية لكل من تحب وبخاصة
والداك وزوجتك (او زوجك) وأولادك.
44- استشعر أنك في 24 ساعة كل ذلك طاعة وقربى
فسيكون لك حتى لو كنت نائماً.
45- نمّ شعورك بأنك في جميع أفعالك تقتدي
برسول الله صلى الله عليه و سلم.
تلك مجرد إشارات لأعمال قد نفعلها بشكل
عادي لكن عندما تضعها في خانة العبارات والقربات فستكون كذلك إن شاء الله، وبخاصة
إذا توجت النية الحسنة والإخلاص لله سبحانه وتعالى، حينها ستفرح نهاية الشهر عند
ختامه بالقبول والرضوان وتحقق الأماني وتندرج تحت الصائمين القائمين القانتين
المنيبين المتصدقين الصابرين الشاكرين الداعين الذاكرين الله تعالى، المستغفرين
بالأسحار، ما أعظمها من سمات وصفات وحينها تكون ضمن قوله تعالى : (قُلْ إِنَّ
صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لاَ
شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ).
حقق الله تعالى لنا ولكم الآمال وأعاننا في كل
صغيرة وكبيرة نريد بها وجهه، ووفقنا لما يحبه وثقل ميزاننا بالحسنات حتى تكو ن من
الذين رضي الله عنهم.
بقلم أ.د فالح بن محمد الصغيرالمشرف العام على شبكة السنة النبوية وعلومها